هل تعلم أن

قصه

2008/04/29
كان لرجل ابن وابنة يرعيان غنماً له , وبعد مضي زمن
لاحظ الأب علائم الشحوب على ابنته , فسألها فلم تشك له من شيء ,
غير ان حالها أخذ يسوء فأصبحت هزيلة نحيلة , فكرر الأب سؤال ابنته
بدون طائل , فقرر ان يتابع الأمر بنفسه , فصار يتعقبها في الفلاة , فاذا
بأخيها يضع حدجة على رأسها ويأمرها ان تسير ثم يسدد بندقيته الى تلك
الحدجة فيصيبها من على رأس أخته , فهي في خوف دائم وهم مكبوت
من أن تصيبها تلك الطلقة فتقتلها

( وتجدر الاشارة هنا إلى ان البنات خاصة لايخبرن عما يضر بأخوانهن...مهما بلغت التضحية ولدينا قصص لبعضهن عرضن انفسهن للقتل....أو الضرب المبرح مقابل التستر على أخوانهن وما يفعلون)


واللطيف أو المفجع في هذا الصدد أن شاباً من الحي سمع بهذه القصة
و كيف صار ذلك الشاب ((صالح)) على ألسنة الشباب فتيان
وعذارى يمدحونه ويثنون على مهارته في الرماية
فقال ذلك الشاب : والله انني أستطيع ذلك , فوضع حدجة
على رأس أخته سلمى وأمرها بالمسير , فسدد الى الحدجة فأخطأها
وأصاب رأس سلمى فقتلها وفي ذلك يقول :
ياليتني صالح ولد عم بغدادْ
=== ما كان يا سلمى جمرتي فؤادي



اسطورة ( زيد والعامرية )
لانعرف من هو زيد ولاندري من هي العامريه ، غير ان الروايات تسوق لنا قصة طريفة محزنة ، وهي ان زيدا احب العامرية وصار يلتقي معها في مكان ما ... والعرب من البادية لديهم الشيم ، فكثيرا مايجلس الحبيب مع محبوبته ويبث كل الى صاحبه الشوق دون ان يكون بينهما وصال ... وربما تتعثر حتى القبله ، فإن حصلت فهي اخر شيء ...

وحينما علم اهلها صممو على قتل الاثنين فأتو اليهما وهما مجتمعان وقتلو زيداً ، اما العامرية فكان جزائها ان قطعو رجليها وطرحوها على الارض وعادو من حيث اتو .
وتحاملت الفتاة على جراحها وعمدت الى صفاة كبيرة وكتبت عليها القصيده التالية تذكر فيها قصتها ، وتدل اهل زيد على قاتليه وان كانو اقرب الناس اليها :
اوصيك ياصقر النقا لا تغرني
************ لاجو عريب واردين هدانيـــــه
ولَوا عريب بدد الله شملكــــــم
***************وش كاركم منا هويت وهوانيه
يامدور زيد ترا زيد عندنــــــــا
*************قتيل لعامر في هوى كل غانيــه
لاتاخذون قضاه من البل والغنم
***************خذو قضاه من ال بيتي ثمانيه
أبوي وأخواني مع اولاد عمي
***************ذبحت دناية في عشيري هنانيه
الى قطعو رجلي فابمشي على العصا
************* والى قطعو اخرى فللوعنانيه
والى قطعو راسي تدربت جثتي
*************** في قبر زيد قلت هذا مكانيه
حطوه فوقي دافنينه هو الاعلى
*************الى من سقاه الوبل ريحه سقانيه

ويأتي اهل زيد يبحثون عنه ويقلبون الارض حصاه حصاة يسألون كل غاد ورائح ، فتأتيهم الاخبار بأنه يجلس مع فلانه ، ويأتون الى مكانهما في قلب الحصا واحده واحدة حتى اذا قلبو حصاة كبيرة وجدو الوصيه فهجمو على اسرتها وابادو الثمانية ..



عُـرف عن بادية (.......) مثل بقيـة البوادي قلة الخيـر فيها وسـنوات الجفاف
التي تمر بها بين فتـرة وأخرى ، مما كان يضطر أبنـاء القبائل إلى الارتحال
الدائم وراء الماء والأرض الخضـراء التي تصلح لرعاية الإبل والماشية .
وفي إحدى هذه القبائل كانت حكايتنا .
كان صاحبنا بدوياً اعتـاد رعاية الإبل ، إلا أن سـنوات الجفاف اضطرته
إلى بيع ما لديه من ماشيـة زمتاع ، فما كان منه إلا أن قرر الرحيل
عن قبيلته طلباً للعمل والرزق في قبيلة أخـرى ، فودع زوجته وأعد عدة
السفر وانطلق إلى حـال سبيله ، فقادته الأقدار إلى إحدى القبائل العربية
الكبيرة المعروفة بغناها وكثـرة ماشيتها وخصوبة أرضها ،
فتوجه إلى شيخها يطلب العمل ، فرحب به شيخ القبيـلة لما رأى فيه
من سـمات الرجولة .
واستمر البدوي لدى شيخ القبيـلة يعمل دون كلل ، يرعى الإبل
أحياناً وأحياناً أخرى يعمل في مضافة الشيخ عند وصول الضيوف لـديه
وما كاد ينقضي العام حتى كان شـيخ القبيـلة يكافئه بناقة أو جمل
وهكذا مرت السنوات والبدوي في كل سنة يحصل على جمل أو ناقة
حتى أصبح لديه قطيع لا بأس به .
بعد فترة أحس البدوي بالشوق والحنين لأهله وقبيلته
ففاتح شيخ القبيلة برغبته في الرحيل ، مما أحزن الشيخ
فقد كان له بمثابة الابن لصـدقه وأمانته ووفائه وإخلاصه في العمل
إلا أن البدوي كان قد عزم على العودة ، وعند ساعة الرحيل
وقف البدوي مودعاً وطالباً للنصيحة التي تعينـه في سـفره
من شيخ القبيلة ، وقد كان معروفاً عن الشيخ الحكمة ، وبعد النظر
فكان أن قال له شيخ القبيلة ناصحاً :

أوصيك بثلاث .:
لا تأخذ بمشورة الرجل الأعور
وإذا نزلت لا تنزل ببطن الوادي
وإذا غضبت بالليل فلا تتخذ أمراً وانتظر إلى أن يصبح الصبح
وإذا غضبت بالنهار فانتظر الليـل .

انطلق البدوي مع قطيعه من الإبل متوجهاً إلى قبيلته يدفعه الشوق والحنين
وأثناء سـيره صادف مجموعة من البدو المرتحلين فطلب الرفقـة معهم
فرحبوا به ، وبعد فترة من السير أخذ القـوم يفكرون بالاستراحة قليلاً
ثم مواصلة السير في صباح اليوم الثالي . فأخذ القوم يتشاورون
أي الأماكن أفضل لنزولهم مه مواشيهم وكتن في القوم رجل أعـور
فأشارعلى القوم بالنزول في بطن الوادي ، إلا أن البدوي تذكر نصيحة
شيخ القبيلة (لا تأخذ برأي الأعور ولا تنزل ببطن الوادي )
فقال القوم بأن بطن الوادي مكان خطر ، فانقسم القوم
بين مؤيد للأعور ومؤيد لرأي البدوي .
فكان أن نزل الأعور بأتباعه في بطن الوادي
أما البدوي فقد نزل مع من أخذ بنصيحته على تلة مرتفعة ،
وما إن أقبل الليل حتى هبت عاصفة قوية وتدفقت ميـاه السيول في بطن الوادي
فأخذ القوم الذين نزلوا على رأي الأعور بالمفاجأة وجرفهم الوادي
مع مواشيهم ، في حين نجـا البدوي ومن أخذ برأيـه .
وفي الصباح أكمل البدوي مع النفر الذين معه سـيرهم
وما أن اقترب من قبيلته حتى ودّع أصحابه وأكمل مسـيرته لوحده
إلى القبيلة وأصبح على مشارفها وقد أقبل الليل، فترك ما معه من ماشية
خارج القبيلة وسـار إلى المكان الذي فيه خيمته ، وما إن وصل حتى لاحظ
وجود شخص ينام بالقرب من زوجته ، فغضب كثيراً
واستل خنجره ليقتل هذا الغريب ، إلا أنه تذكر نصيحة الشيخ
( إذا غضبت بالليل فانتظر النهار )فتراجع من فوره وعـاد إلى المكان الذي قد ترك به إبله
ينتظر شروق الشمس .
أقبل الصباح وبدأت الشمس ترسل أشعتها بهدوء والبدوي
ينتظر بفارغ الصبر التوجه إلى أهله
وبينما هو كذلك أقبل نحوه فتى يافع يحمـل بين يديه قـربة ماء
وما إن وصل إليه حتى ألقى عليه السلام وقال له :
- إن هـذا الماء قد أرسلته لك أمي لتتوضـأ يا أبـي .
فبهت البدوي واسـتغرب من كلام الفتى ، وقال له :
- من أنـت يا فتـى .
- فقال الشاب : أنا ابنك الذي تركته طفلاً رضيعاً
وإن أمي قد أحست بك ليلة البارحة فأرسلتني إليك لأستقبلك .
ففرح البدوي وحمـد الله أنه لم ينسق وراء غضبه بالأمس
فانطلق مع ابنه يقود قطيعه إلى قبيلته وهو فرح بابنـه .