فرانسوا كسافيه بيشا (1771_1802)

ولد فرانسوا كسافيه بيشا الطبيب عالم التشريح اللامع سنة 1771 في إحدى جبال الجيرا الفرنسية وكان والده قبله أيضا طبيباً ابتداً بدراسة الطب في جامعة ليون ومن ثم انتقل إلى باريس لمتابعة تحصيله حيث التحق بإدارة البروفيسور الكبير ديسول طبيب جراحي زمانه فأخذ عنه الكثير في هذا الحقل وبعد موت أستاذه تفتح نبوغه وعبقريته وأخذ على عاتقه نشر ما خلفه أستاذه من أعمال و دراسات باهرة في عالم الجراحة وقد أخذ الجمع والتدقيق والنشر سنتين من عمره وذلك من سنة 1797 حتى سنة 1799 وفي سنة 1800 قد تجمع لديه أكداس من المعلومات والدراسات في علوم التشريح والإحياء والجراحة تقدم بأطروحته الشهيرة المتعلقة بأنسجة الجسم البشري Le Traite des Membranes التي أدهشت أعضاء اللجنة الفاحصة وبالإشتراك مع الطبيب كور فينزار أسس الشركة الطبية , كما أنه أول من اعتمد على الفحوصات المخبرية والإستعانه بها لتشخيص المرض وقد دافع عن فركته هذه بثبات وعناد حتى أقرت فائدتها وشاعت بين جميع الأطباء وكان بيشا أول من طبق نظرية التشخيص في العيادة على ظواهر ونتائج الفحوصات والعلامات الخارجية على المريض وله في علم الحياة وأسباب الموت مؤلفات هامة وقد لخصها بالتعريف التالي :

إن الحياة مجموعة أعمال كافة أعضاء الجسم التي تقاوم الموت ولكنه من المؤسف جدا أن يخبو هذا النبوغ وتنطفئ شعلة الحياة في بيشا ولم يتجاوز الثلاثين من عمره وهو طبيب معالج في ستشفى أوتيل ديو حيث أصيب بحمى تيفوئيدية لم تمهله سوى بضعة أيام فقضى نحبه وهو في عز شبابه وأوج عطائه .