هل تعلم أن

الخُث

2007/06/12
هناك اختلاف بين الخُث والفحم , فالخث ليس كالفحم تماماً , ولمعرفة الفرق بينهما لا بد من معرفة كيفية تكوّن الفحم .
عندما تقطع الأشجار والنباتات القديمة في غابة مستنقعية ما , ذات مناخ دافئ ورطب , وتبقى معرضه لأشعة الشمس , فإن البكتيريا تتفاعل مع هذه البقايا . فأشعة الشمس تطرد الغازات منها عن طريق التبخر والذي يبقى مزيج من الكربون , ومع مرور الوقت يترسب الطين الوحل علية فيصبح متماسكاً بفعل ثقل الطين عليه , ويتخلص من السوائل أيضاً , فالذي يبقى عبارة عن كتلة كالعجين تقسو ببطء متحولة إلى فحم .
هذه العملية تستغرق وقتاً طويلاً من آلاف السنين , والمرحلة الأولى من تكون الفحم يمكن أن تُرى . فهي تحدث اليوم في مستنقع Great Dismal (جريت ديسمال ) بفرجينيا وفي شمال كارولينا والولايات المتحدة الشمالية في أمريكا وكندا . وذلك في عدد من المستنقعات .
فالبداية تكون عندما تتعفن النباتات في المستنقعات , وخلال عملية التعفن هذه يبقى الكربون في مكانه عدداً من السنين , وتتحول فيما بعد إلى كتلة متلبدة من الأغصان والفروع والأوراق , وهذا يُعرف بالخث .
وبعد أن يجف الماء من المستنقع الخاضع للعملية , يُقطع الخث إلى مجموعات تنشر في الهواء لتجف , ويستعمل بعد في الاحتراق كوقود .
وعملية الجفاف هذه مهمة بالنسبة للخٌث في الأرض , إذ أنه يحتوي على ثلاثة أرباعه ماء بمعظم المزارع في إيرلندة تعتمد على الخث في الوقود . إذا أن الفحم مرتفع الثمن .
وهناك أشكال أخرى للفحم , تتطور من الخث , فإن ما ترك الخث حيث تشّكل فإنه يتحول تدريجياً إلى الليجنت أو الفحم البني . وهو أكثر صلابة من الفحم . ويبقى ليناً حتى يتفتت إذا ما نقل في البواخر لمسافات طويلة . والشكل الآخر للفحم هو الفحم الزفتي أو (القاري) أو الفحم اللين , ويصنع من اللجنت بوساطة تغيير كيميائي وضغط في الأرض منذ آلاف السنين , وهذا هو أهم نوع في عائلة الفحم فهو يحترق بسهولة ومتوفر بكثرة .
وإذا وجد الفحم الزفتي في الأرض , وتعرض لضغط كاف فإنه يتحول تدريجياً إلى فحم صلب أو فحم الانتراسيت , وعندما يحرق يطلق كمية قليلة من الدخان لفترة تكون أطول من احتراق الزفتي .