هل تعلم أن

الرعاية الصحية

2011/01/24

الرعاية الصحية



لقد كانت الرعاية الصحية في البلاد السعودية، قبل توحيدها وبعده، تعتمد على طرق بدائية وتقليدية، توارثتها الأجيال عن أسلافهم، في معالجة الأمراض التي تحل بهم، أو التعامل مع الحوادث، التي تقع في صفوفهم. ومن أكثر المشكلات الصحية، التي كان السكان يواجهونها، ويصعب عليهم معالجتها أمراض الجدري، والإسهال عند الأطفال. ومنها تلك الأوبئة التي تفتك بالكثيرين، كما حدث سنة 1337هـ.
إلا أن منطقة الحجاز، خاصة المدن الكبيرة منها، قد حظيت برعاية صحية متقدمة، إلى حدّ ما، وذلك منذ العهد العثماني. إلا أنها كانت أكثر الجهات تعرضاً للأخطار، ولانتشار الأوبئة، التي ينقلها الناس، من القادمين إليها، من الحجاج والمعتمرين. لذلك، أولت الدولة العثمانية المسألة الصحية، في الحجاز، بعض الاهتمام. فأنشأت، مثلاً، عدداً من المستشفيات والمحاجر الصحية، في مكة وجدة وينبع.
ولما ضمت منطقة الحجاز، أولى الملك عبدالعزيز الرعاية الصحية جُلّ اهتمامه. فقام بإنشاء "مصلحة الصحة العامة"، في مكة، وكان ذلك سنة 1344 هـ/1925م. وبدأت هذه المصلحة تباشر أعمالها، لتحسين وتطوير الرعاية الصحية، في جميع مناطق البلاد. فافتتحت عدة فروع، في مدن البلاد الكبيرة، حتى أصبح هناك ست مناطق صحية . كما قامت مصلحة الصحة العامة بتطوير المستشفيات والمستوصفات الموجودة سابقاً. وأنشأت مستشفيات ومستوصفات جديدة، في مدن، كبيرة وصغيرة. وأُنشئت إدارة خاصة للإشراف على الفرق الطبية، التي كانت تتنقل، بالسيارات، تجوب ربوع البلاد، خاصة مضارب البادية، لتقدم للسكان العلاج والرعاية الصحية اللازمة.
وقد أولت الدولة بصحة الحجاج في عهد الملك عبدالعزيز، اهتماماً كبيراً. وعُنيَت عناية كبيرة بالحجاج، صحياً. فكانت تجند أكبر عدد ممكن، من المتخصصين والإدرايين، في كل موسم حج، ليقدموا ما يستطيعون تقديمه، من خدمة صحية، لأولئك الحجاج، علاجاً وإمداداً بالأدوية. ومن أدلة تلك العناية، أيضاً، إقامة مستشفى في منى، ومستوصف في عرفات، وسبعة مراكز صحية، في أمكنة من المشاعر المقدسة أو حولها.
كما اهتمت الدولة، في عهد الملك عبدالعزيز، بالمحاجر الصحية. وأنشأت لها إدارة خاصة، مقرها جدة. وتتبعها محاجر متعددة، أُنشئت في المدن، التي تقع على ساحل البحر الأحمر. كما أُنشئت عدة مراكز طبية، في شمالي المملكة وشرقيها وجنوبيها، وذلك للإشراف على صحة الحجاج، القادمين من تلك الجهات.
وقد قامت الدولة، في عهد الملك عبدالعزيز، باستقدام الاخصائيين والخبراء، للعمل في البلاد. وابتعثت، أيضاً، الدارسين، لتعلم الطب، في الدول المتقدمة. كما قامت بالتعاون مع المنظمات والهيئات الدولية، وذلك للاستفادة من خبراتها، خاصة في ميدان الوقاية من الأوبئة الفتاكة، على أن لا يمس ذلك السيادة الوطنية للمملكة العربية السعودية.
وفي 11 رمضان 1370/15 يونيه 1951م، تحولت مصلحة الصحة العامة، إلى وزارة الصحة. وأصبح الأمير عبدالله الفيصل أول وزير لها. وتطورت الخدمات الصحية أكثر من قبل. وتوسعت الوزارة في بناء المستشفيات والمستوصفات، وزودتها بأجهزة أكثر حداثة وتقدماً.