أبو عريش Abu-Aris
2010/05/18
أبو عريش بفتح العين هي من أشهر المدن في منطقة جازان وتذكر المؤلفات الخاصة بتاريخ المقاطعة أن أول من أختطها هو جد آل الحكمي في القرن السابع الهجري فأبتنا في المدينة عريشاً فقصده الناس لطلب العلم وفي كتاب البلدان لليعقوبي المتوفي سنة 278هـ . ذكر المراحل بين مكة المكرمة وصنعاء فقال : يبه ثم العقر ثم ضنكان فزنيف فريم ثم بيش ثم العريش من جازان وذكر المهداني ، المتوفي في النصف الثاني من القرن الرابع الهجري في كتابه صفة جزيرة العرب في ذكر محجة صنعاء إلى مكة المراحل من صنعاء إلى مدر ثم قال : مدر الحصارة - العباية - الشرجة - العريش - عثر .
وكلتا الروايتين ترجحان أن أباعريش كانت موجودة قبل جد آل الحكمي بقرون فرواية اليعقوبي تعرفها بالعريش من جازان وهي عين الحقيقة فأبوعريش تقع في منطقة جازان وتحديد المهداني لها بين الشرجة وعثر تؤيد رواية اليعقوبي ومن هنا يتضح لنا : -
1- أن أباعريش أوالعريش كان موجوداً قبل جد آل الحكمي بقرون .
2- أن العريش تلاشى فأحياه ذلك العالم الجليل " جد آل الحكمي " وجدد معالمه فطغت شهرته على المدينة ونسبت إليه .
وأبوعريش في دائرة المعارف الإسلامية هي المركز الرئيسي في قضاء سمي بإسمها " أبوعريش "وكان الوضع في المنطقة بعد خروج أحمد بن غالب منه عام 1105 هـ إلى أن تم إسناد إمارة المنطقة إلى آل خيرات على الوجه التالي كما ذكره العقيلي :-
1- وادي ضمد ووادي صبيا مع المخلاف الشامي إلى بيش يقوم بإمارته الخواجية .
2- من جنوب حرض إلى جنوب وادي ضمد وهذا هو القسم الجنوبي من المخلاف
ويتكون من :-
أ. وادي جازان وأشهر مدنه أبي عريش .
ب. وادي خلب وهو يمر في بلاد المسارحة أكبر قبائل المخلاف .
ج. وادي تعشر ووادي ليه ووادي المغيالة وهي التي تسقي أرض قبيلة بني شبيل وكان يقوم على إمارته أمير من أمراء القطبة المحليين أو عامل من عمالهم ومع ذلك فالأمن كان غير مستتب ونار الفتن كانت متأججة بين القبائل وعندما تبنى الإمام محمد بن عبدالوهاب الدعوة الإصلاحية وقادتها الدولة السعودية الأولىلإنقاذ الجزيرة العربية من براثن الشرك والظلال ووصلت الدعوة إلى عسير لتصبح قاعدة لنشرالدعوة في جنوب الجزيرة العربية فوصلت إلى قبائل بني شعبة ثم إلى المخلاف فقبلها أهل المخلاف ورأوا في الإستجابة لتقبلها إذكاء للروح الإسلامية وإحياء لمعالم الشريعة السمحة وتحقيقاً عملياً للعدل والمساواة بين أفراد المجتع بعد أن انتشرت الفوضى وعم الجهل وكثرت الإضطرابات والحروب وانتشرت البدع والخرافات وأصبح الناس بعيدين كل البعد عن الدين الحق في سائر الجزيرة العربية وكان أول داعية من أهل المخلاف هو ( أحمد بن حسن الفلقي ) فقد بهره نجاح الدعوة السلفية ومايراه من حالة أهل المخلاف وما يسود أرجاءه من الإضطرابات والفتن فذهب إلى الدرعية واتصل بالإمام عبدالعزيز بن سعود فحصل منه موافقة لنشر الدعوة في المخلاف وأرفقه كتاباً إلى أهل المخلاف خصوصاً الأمراء يبين لهم حقيقة الدعوة التي تقوم بنشرها الدولةالسعوية وأن الهدف هو إقامة دين الله بعد أن انتشرت البدع وعم الشرك في الجزيرة العربية ونصحهم بالتمسك بالدين والإستجابة للدعوة ونصح لعامة الناس وصل الفلقي بالكتاب وكان يحمل معه مؤلفات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وصار يقوم بدور المعلم والمرشد وسرعان ماسرت الدعوة إلى كثير من القرى وأصبح الناس يتطلعون إلى هذه الدعوة ويستجيبون للدعاة حتى عمت الدعوة المنطقة بأكملها .
وعندما تم توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك /عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله عام 1351 هـ ومن ضمنها مدينة أبي عريش التي تعتبر من أشهر منطقة جازان وشملها الأمن والإستقرار الذي عم ربوع الجزيرة العربية بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية ، وحصلت على ماحصلت عليه مدن المملكة من التطور والإزدهار الذي شمل جميع مظاهر الحياة من جميع النواحي العمرانية والعلمية والإجتماعية والإقتصادية وغير ذلك من مجالات الحياة المختلفة في هذا العهد الزاهر .
الحوادث التاريخية في أبي عريش :
نورد هنا بعض الحوادث التاريخية التي حدثت في أبي عريش والتي تثبت لنا قدم هذه المدينة وتاريخها العريق ومن هذه الحوادث مايلي : ـ
في سنة 923 هـ. امتد سلطان الجراكسة عبر المخلاف السليماني وظل يحكمه حكام منهم مع بقاء بعض أمراء محليين تحت سلطتهم كالأمراء القطبة في جهة الحرث على المخلاف السليماني تحت إدارة حاكم باسم مدير يقيم في مدينة أبي عريش واستمر الحال على تلك الصفة حتى جلاء الأتراك الأول من جنوب الجزيرة سنة 1045 هـ. في 11 ربيع الآخر سنة 1190 هـ. قبيلة ياما أهل نجران تنهب مدينة أبي عريش في جمادى الآخرة سنة 1192 هـ القتال بين أهل أبي عريش وياما أهل نجران عام 1195 هـ عندما بلغ الشريف حمود بن محمد الخيراتي الخامسة والعشرين من عمره في تلك السنة خرج حمود وأخوه بشير ومنصور وابن أخيهم محمد ابن حيدر ومعهم غيرهم من أبناء الأسرة معارضين للأمير أحمد بسبب قطع مقرراتهم فعاثوا في الطرقات بالنهب والسرقة وقتلوا بعض أهل الدور واستولوا على قافلة بأهل أبي عريش وصبيا في عام 1217 هـ معركة أبي عريش بين الشريف حمود أبو مسمار والجيش السعودي بقيادة عبدالوهاب بن عامر في عهد عبدالعزيز بن سعود في الدولةالسعودية الأولى واستجابة الشريف للدعوة والدخول في الطاعة في سنة 1248 هـ تقدم الأمير علي بن مجثل أمير عسير لغزو إمارة أبي عريش فاستولى عليها صلحاً وقد ساعده على استسلامها الجنود الألبان فبنى بها القلعة المعروفة بدار النصر والجنود الألبان هؤلاء هم جماعة من الجنود الذين قدم بهم محمد علي باشا إلى الحجاز أثناء وصوله لحرب السعودين وقد ظلوا هناك إلى عام 1247 هـ وقد ثاروا على والي الحجاز واغتصبوا بعض السفن وأبحروا إلى سواحل اليمن يعيثون فساداً وفي أثناء حصار ابن مجثل لمدينة أبي عريش كان وصولهم إلى جازان فعرض قائدهم المساعدة والمعاونة لإبن مجثل فقبل مساعدتهم وتم له بذلك إستسلام مدينة أبي عريش وخضوع أميرها علي بن حيدر في شهر صفر عام 1374 هـ . زار الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله مدينة أبي عريش ضمن زيارته للمنطقة في هذا العام وكان أميرها في ذلك الوقت رشيد بن خثلان وكان أمير منطقة جازان سليمان بن جبرين .
الآثار التاريخية :
مسجد أبي عريش : ويقال له أبو القبب غرب مدينة أبي عريش تطالعه وانت داخل المدينة يتكون من صفين من القباب ومئذنة صغيرة في ركنه الجنوبي الشرقي وقد بناه الشريف / حمود بن محمد الخيراتي أبومسمار في باطن سور ديرةالأشراف والتي لم يعد لها أثر في الوقت الحاضر ، وبعد ذلك نقضه وبناه بقبب محكمة العمارة من الجص والآجر وتم له بناء المقدم منه وحال الأجل دون إتمامه وأتم بناء المسجد من بعده الشريف الحسين بن علي بن حيدر بن محمد وذلك من 160 سنة أي كان تمام بناءه حوالي سنة 1248 هـ ولايزال محتفظاً بشكله متماسك البناء وقد جدد أجيراً من قبل أوقاف منطقة جازان وفرش بنوع جيد من السجاد وتقام فيه صلاة الجمعة حالياً إضافة إلى عدة جوامع أخرى تقام فيها صلاة الجمعة في المدينة في أماكن متفرقة . قلعة أبي عريش دار النصر وهي عبارة عن قلعة منظرها يدل على قدمها ولم يعرف تاريخ تعميرها بالتحديد أو من قام بعمارتها وكل ماعرف عنها في كتاب العقيق اليماني مخطوط في المكتبة العقيلية بجازان . فقد جاء في حوادث عام 1248 هـ عندما استولى الأمير على بن مجثل " أمير عسير " على أبي عريش أنه بنى بها القلعة المعروفة بدار النصر وإن كانت هناك حوادث تاريخية تدل على وجود هذه القلعة قبل هذا التاريخ فهذا لايعني أنه هو الذي بناها ولكن ربما أنه جدد معالمها بعد أن هدمت . وفي سنة 1354 هـ أراد الشيخ / عبدالله القاضي /أمين مالية جازان تعميرها وشرع في إقامة بوابتها الرئيسية وإصلاح واجهتها ثم توقف عن التعمير وكثر الخراب بها حتى أصبحت أطالاً .