ما هو تمثال المفكر لرودان ؟
2007/06/11
بين روائع الفن التي أبصرت النور في أواخر القرن التاسع عشر , يتأمل المشاهد بإعجاب التمثال الضخم المصنوع من البرونز , ويمثل رجلاً عارياً , جالساً ومستغرقاً في التأملات .
فبين السنة 1906 , 1922 , استطاع الباريسيون أن يتأملوا تمثال تمثال رودان الذي نُصب أمام باحة البانتيون المعمّدة . وقد سمي تمثال "المفكر" في البدء "الشاعر" , لأن رودان خصصه لتتويج عمل فني ضخم قام به , ويعرف باسم " بوابة الجحيم " . وكان فراغه من فكرته وأشكاله السنة 1880 , إلا أنه لم يعرض على الجمهور إلا السنة1888 , ولم ينقذ بإحجامه الحالية إلا من أجل عرضه في معرض "الصالون" الشهير الذي أُقيم السنة 1904. وهو متران طولاً ,ثلاثون سنتمتراً عرضاً , وقاعدته هي متر وأربعون سنتيمتراً.
وتمثال "المفكر" هو من بين سائر منحواتات رودان الكثيرة المعروفة , أشهرها . ويقوم على ضريح هذا النحات تمثال برونزي مصغر من "المفكر" .
وفي خلال معرض باريس السنة 1904 , أقامت العاصمة , بكثير من التردد , بناية خارج أبواب مدينة المعرض عرض فيها رودان عدداً كبيراً من تماثيله بينها "فقراء كاليه" و"بوابة الجحيم" . ولرودان عدد من التماثيل والمحفورات , أو النقوش , أشهرها صورة لفكتور هوغو , وعصر البرونز , والقُبلة , والتي عرضت للمرة الأولى سنة 1898 , يد الله التي عرضت في لندن سنة 1905 .
وقد خلف رودان الرسام الأميركي دجيمس هويلسر السنة 1904 , في رئاسة الجمعية الدولية للنحاتين والرسامين والنقاشين . وقد توفي قبل نهاية الحرب العالمية الأولى بسنة واحدة (1917) معروفاً بعد سنين طويلة من النسيان والحقد الذي قال هو فيه : " مما لا شك فيه أن باريس لو كانت أشبه بإيطاليا على زمن آل بورجيا لكان دُس لي السم في الدسم !" .