هل تعلم أن

الحقيقة الغائبة

2008/04/29
اعتادت زوجة جحا أن تتركه وحده فى البيت يقرأ فى كتبه.. وتذهب هى للسهر عند جاراتها..‏ ‏
وذات ليلة.. عادت إلى البيت متأخرة.. وطرقت الباب مرات.. ومرات.. حتى كادت أن تكسره.. فلم يفتح لها جحا..‏ ‏
ونادته من خلف الباب..وتوسلت إليه أن يفتح لها.. فلم يرق لها قلبه.. وهنا قالت له :‏ ‏
إذا لم تفتح لى الباب.. فسألقى بنفسى فى هذا البئر..‏

‏ لكن جحا لم يستجب لها أيضاً.. وأخذ يعبث فى لحيته.. ويسخر منها فى نفسه.. ثم أخذت الزوجة حجراً كبيراً وألقته‎ ‎على الأرض.. وأسرعت.. واختبأت هى وراء جدار..‏ ‏

سمع جحا صوت الحجر.. فظن أن زوجته ألقت بنفسها فعلاً فى البئر.. فندم على ما فعل.. وقال لنفسه :‏
‏ لابد أن أذهب.. وأنقذ هذه المجنونة ..‏ ‏
وأسرع جحا.. وفتح الباب.. وانطلق يبحث عن البئر التى ألقت زوجته بنفسها فيها.. ولما بعد قليلاً عن الدار..‏‎ ‎أسرعت زوجته ودخلت الدار.. وهو لا يراها وأغلقت الباب تماماً من الداخل.. وأطلت من النافذة.. وأخذت تصرخ‎ ‎بصوت عال.. وتقول :‏ ‏
صحيح إنك رجل لا تستحى..‏ ‏

تذهب كل ليلة للسهر عند الجيران.. وتتركنى وحدى.. وتطالبنى أن أفتح لك.. إننى أشكوك إلى الله لينتقم لى منك..ألا‎ ‎تخجل من شيبتك.. ومن لحيتك البيضاء..‏ ‏

لابد لى أن أفضحك أمام جيرانك وأصدقائك.. لقد ضقت بما تفعل.. لكنك لا تخجل من نفسك.. تصور نفسك أنت‎ ‎الذى تجلس فى البيت.. وأنا التى أسهر عند الجيران..‏ ‏
أيمكنك أن تتحمل ذلك..!‏ ‏

واجتمع الجيران والأصدقاء.. وجحا حائر مندهش.. فقد قلبت زوجته المسألة.. فأصبح هو المخطئ فىحقها..‏‎ ‎وهى البرئية..‏ ‏
وأخذ الناس يلومون جحا لوماً شديداً.. وأخيراً قال جحا فى غيظ :‏ ‏
أرجوكم أيها الناس.. من يعلم الحقيقة فليقلها إكراماً لله !‏