أبو الحسن علاء الدين بن أبي الحزم المعروف بابن النفيس وأحيانا بالقرشي نسبة إلى قرش في ما وراء النر ومنها أصله طبيب وعالم وفيلسوف ولد في دمشق وتوفي في القاهرة درس الطب في دمشق على مشاهير العلماء ثم نزل مصر ومارس الطب في مستشفياتها وأصبح عميد أطباء المستشفى المنصوري وطبيب السلطان بيبرس وكان معاصرا لمؤرخ الطب الشهير بابن أصيبعة صاحب عيون الأنباء في طبقات الأطباء لكنه لم يأت على ذكر ابن النفيس في كتابه لخلاف حصل بينهما
.في الطب يعد بن النفيس من مشاهير عصره ناقض في آرائه ابن سينا وجالينوس وكانت طريقته في العلاج تعتمد على تنظيم الغذاء أكثر من اعتمادها الأدوية والعقاقير
.أما كتبه فأهمها
:الكتاب الجامع في الطب أنجزا منه ثمانين مجلدا من أصل ثلاثمائة وقد فقد معظمها
.المهذب في الكحالة أي في طب العيون
.شرح فصول ابقراط
.المختار من الأغذية في علم الحمية
.شرح الهداية في الطب لابن سينا
لاشك أن لكتبه المذكوره أعلاه قيمه بالنسبة لتاريخ الطب العربي ولكن لأحدهما وهو شرح تشريح القانون أهمية أعظم بكثير لأن فيه من الأقوال ما يدل على أسبقية ابن النفيس في اكتشافات خطيرة تتعلق بدوران الدم إذ يبدو أن ابن النفيس قد سبق علماء الطب إلى معرفة هذا الموضوع الخطير من الفيزيزلوجيا بحيث وصف الدوران الرئوي قرونا قبل عصر النهضه سابقا علمائها بنحو ثلاثمائة سنة فقد كان سباقا في وصف دوران الدم الرئوي والقول بعدم وجود نافذ بين تجويفي القلب وفي الأشارة إلى الشرايين التي تغذي القلب فقد سبق سيرفاتوس وفيزال وسواهما من علماء النهضة وهذان العالمان أن لم يكونا قد نقلا عنه فإنهما لم يويدا على أقواله فهو صاحب الفضل الأول في التمهيد لاكتشاف هار في حول الدوران الدموي عام
1628