ولد هذا العالم الفرنسي الكبير في السادس والعشرين من آب سنة
1850 وترعرع ودرس في مدارسها وجامعاتها حتى نال ما تصبو إليه نفسه وتحقيق طموحاته من العلم والثقافة وقد اختار الطب وذلك بناء لما كتبه عن نفسه لما لهذا العلم من آفاق واسعة لايمكن لأي كان أن ستكشفها كلها أو يصل إلى كشف الغطاء عن أسرارها ولما لها من منافع للجنس البشري . في بداية حياته العملية اجتذبته علوم االحياة بتوجيهات الأستاذة ماري وكلود برنار وبرتلو أولى اهتماماته نحو مختلف أنواع الحساسية عند الحيوانات وبهذا المجال كتب أطروحته فنالت إعجاب وتقدير اللجنة الفاحصة .ومن ثم شغف بالعلوم النفسائية وعلاقتها بالصحة الجسدية فتابع أبحاثه وتحقيقاته لدى الوسيط الشهير في زمانه أوزيبيا بلادينو وللأسباب ذاتها ارتبط بصداقة متينة مع العالم النفساني الكبير الأمريكي وليام جيمس لكنه بالرغم من ولعه في العلوم النفسائية ولما يتمتع به من عقل علمي لم يهمل تجاربه وابحاثه في علم الحياة فقد نشر سنة
1886 أعمالا مهمة عن الكبد اما في سنة 1902 وبالإشتراك مع زميله بواتيه اكتشف Anaphylaxie هذا العلم يقضي بزيادة الحساسية والعمل للجسم بحقنه بمواد معينة وكان ذلك انتصارا كبيرا فعمت شهرته جميع اقطار المعمورة . لم يكتف ريشي بعلوم الطب وفروعه بل كرس بعض وقته وأقحم نفسه في مجال الطيران فاخترع إحدى الطائرات إلا أنه لم يتابع بناءها نظرا لكثرة اعماله وتنوع اهتماماته إلى جانب ذلك كان شارل ريشي شاعرا ومؤلفا دراميتيكيا وقد قدمت الممثلة الشهيرة سارة برنار إحدى مسرحياته المسماة سيرسي .وباختصار كان ريشي انسانا مخلصا وعالما كبيرا ورائد عصره في كثير من العلوم والاكتشافات
.