ديبروترن غليوم

كان غليوم ديبوترن من ألمع الوجوه واشهر الأطباء في تاريخ الطب الفرنسي وهو الإبن الأصغر لاحد المحامين النفلسين من مقاطعة الليموزين في فرنسا وقد اصطحبه إلى باريس أحد ضباط الجيش إذ لفت انتباهه وحببه إلى قلبه ما اكتشفه فيه من الصفات المدهشة والغير عادية من ذكاء وسرعة خاطر وجمال الوجه ودماثة الأخلاق حيث تعهده وأدخله إلى أعلى المعاهد والكليات .

إلا أن القدر لايرحم إذ توفي هذا الضابط الطيب القلب ولم يترك وراءه من حطام الدنيا ما يساعج ربيبه فقاسى الأمرين من بعده من الفقر والحاجة إلا أنه بشكل أو بأخر أكمل دراسته وحصل على شهادةالطب ولما عرف عنه من ذكاء وبراعة أثناء دراسته عين فورا جراحا مساعدا في مستشغى أوتيل _ديو_ في باريس حيث نجح نجاحا باهرا وذلك سنة 1808وسرعان ما أصبح طبيبا وجراحا سنة 1812 لم يقف عند هذا الحد بل اصبح كبير الجراحين سنة 1815 وطبقت شهرته الآفاق فبلغت مسامع الملك لويس الثامن عشر فاستدعاه وعينه جراحا خاصا له سنة 1833 وبعد موته لم يتخل شارل العاشر عنه فاحتفظ به وكرمه منعما عليه بلقب بارون وفي خاتمة المكاف أصبح عضوا في أكاديمية الطب وأكاديمية المؤسسة De Linstitut وما جعل منه عظيما بين الأطباء ليس براعته في الجراحه وقد أصبح في ذلك مضربا للأمثال فقط إنما ما كتبه وشرحه سنة 1891.