المسرح

لم يصل المسرح إلى شكله الحالي إلا بعد أن مر بمراحل عديدة تطور خلالها واتخذ أشكالاً مختلفة وكثيرة من الفنون , كان في بداية وجوده من أجل الطقوس الدينية , ففي البداية قام الصينيون بأداء بعض الرقصات التي تشبه الأدب المسرحي في معابدهم . ثم تطورت هذه المسارح وأصبح لها منصة مزخرفة كسطح المعبد , ولكن بدون ستائر أو تغيير في الأضواء .
وفي العصور القديمة , أنشأ اليابانيون شكلاً آخر من المسارح دعي بـ (No) نو – وهو نوع من الأدب المسرحي , ووجد نوع آخر شعبي دعي – كابوكي- وكان يؤدي على منصة لها سطح معبد .
أما في الهند القديمة , فكانت الأعمال الدرامية تؤدي على منصات بنيت خصيصاً لهذا الفن , ووضعوا لها ستائر خلفية .
أما اليونانيون , فابتدعوا شكلاً آخر من أشكال الأدب المسرحي , فالعرض كان يؤدي على دائرة خشبية , والمتفرجون يجلسون على جانب الهضبة , وأوجدوا مبنى دعي "سكين" من أجل دخول الممثلين , ولألبستهم , ويعد كخلفية للمسرح . في العصور الوسطى , أدانت الكنيسة المسيحية كل أشكال الأدب المسرحي , ولكن كالبثت المسرحيات أن أصبحت جزءاً مهما في حياة الكنيسة ؛ ولا سيما عندما قام بعض القساوسة بأداة بعض القصص الدينية المأخوذة من الكتاب المقدس .
أما في انكلترا وخلال حكم الملكة اليزابيث الأولى فقد خطى المسرح خطوة كبيرة إلى الأمام وذلك في عام 1576 ’ إذ بنى الممثل جيمس بورباغ أول مسرح في فناء الحانة .
وبعد فترة من الزمن بنيت المسارح التي مثلت عليها مسرحيات شكسبير نظرية الثر الأحمر , أما المتفرجون فكانوا يجلسون على الجزء الخلفي من المنصة , أو حول خشبة المسرح , أو على صناديق خشبية فوق منصة المسرح .
وكان المسرح الإنكليزي هذا بداية لنشوء مسرحنا الحديث .