كان جان كالفان زعيماً للاصلاح , هذه الحركة الدينية التي اجتاحت أوروبا في القرن السادس عشر , وقسمت العالم المسيحي إلى كنيستين كاثوليكية وبروتستانتية .
أبصر كالفان النور في فرنسا في 10تموز1509 , وبعد دراسته اللاتينية والفلسفة , والمنطق , تحول إلى العقيدة البروتستانية . وأكره على مغادرة فرنسا بسبب معتقداته الدينية , فزار السنة 1536سويسرا , حيث أقام في جينيف طوال ما تبقى من حياته , باستثناء فترة قصيرة من الزمن .
وتحت قيادته القوية والشديدة غدت جينيف مركزاً للبروتستانتية . وكانت الكنيسة تسن قوانين المدينة , وتحكم كل جزء من حياتها اليومية . وكانت القوانين صارمة . وكان يفترض أن أهل جينيف مقتصدون محبون للعمل , وجديون . وكان الرقص والغناء – باستثناء الترانيم – محظورين . وكان عقاب المخالفين شديداً وقاسياً .
كانت عقيدة كالفان صارمة . فالإنسان , بحسب اعتقاده خاطئ وبوسعه تلقي الخلاص عبر نعمة الله فقط . ولكن القلة المنتقاة من الله تعالى وكان كالفان يسميه (المختار) هي التي تحصل على الخلاص . تلك كانت نظرية كالفان حول القضاء والقدر .
توفي كالفان في27أيار 1564, ولكن أفكاره كانت في تلك الأثناء قد انتشرت من جينيف إلى معظم بلدان أوروبا الغربية . وكان البيوريتانيون الانكليز – أو التطهريون الذين ذهبوا إلى أميركا في القرن السابع عشر جميعاً كالفانيين . والبيوريتانيون هؤلاء هم الذين يطالبون بتبسيط طقوس العبادة وبالتمسك بأهداب الفضيلة .
أما الكنيسة المشيخية وسائر الكنائس البروتستانتية اليوم , فإنها تركز معتقداتها الدينية على تعاليم جان كالفان . ونذكر للمناسبة أن الكنيسة المشيخية يدبر شؤونها شيوخ منتخبون يتمتعون كلهم بمنزلة متساوية .