كان لكلمة إلدورادو أبلغ الأثر في نفوس المغامرين الذين كانوا يفتشون عن الكنوز الخرافية وهي تعني "المذهّب" والواقع أن الرجل الذهبي موجود!
بعد أن الكشف كريستوف كولومبوس العالم الجديد عبرت جماعة من المغامرين المحيط الأطلسي سعياً وراء الثروات السهلة المنال , وإرضاء لرغباتهم الشديدة في التعرف إلى بلاد الأحلام الجديدة التي أشاد بذكرها ووصفها المكتشف الشهير .
ماكادت أقدام هؤلاء تطأ أرض القارة الجديدة حتى سمعوا الخرافات العجيبة ومن بينها خرافة " الرجل الذهبي" . فقد أخبرهم سكان جزر بحر الغرائب أن رجلاً من الذهب يعيش في نعيم مقيم في مكان ما من الجنوب. أما الأسباب التي حملت سكان بحر الغرائب على سرد هذه القصة على المغامرين الأسبان فكثيرة أهمها أنهم كانوا يودون التخلص منهم . فقد عرف هؤلاء "المتوحشين" أن خير وسيلة وأسهلها لاقصاء "اللصوص" الأوروبين هي التحدث إليهم عن الذهب , هذا المعدن الثمين الذي لم يكن له أية قيمة في نظر سكان القارة الأميركية الأصليين , وكانوا يعدونه أداه للزينة , ويعتقدون أن البيض يبذلون كل مرتخص وغال في سبيل الحصول عليه .وهكذا كان "المتوحشون"الحمر يشيرون بالأنامل شطر الجنوب للبيض الذين يطأون أرضهم قائلين :"إلدورادو" .
سوى أن خرافة إلدورادو لا تخلو من بعض الحقيقة . فلقد صرح بعض العلماء الأميركيين أخيراً بأن "الرجل الذهبي" قد عاش فعلاً ومايزال حياً إلى اليوم وسيبقى في قيد الحياة مابقي بنوالإنسان . فالهنود الحمر في غواتافيتا الواقعة بالقرب من كيتو , عاصمة الأكوادور , يقيمون كل سنة احتفالاً دينياً مهيباً يتمرغ خلاله ملكهم بالتبر بعد أن يطلى جسده بالزيت , كل يصعد إلى أعلى تلة في مملكته يستقبل أشعة الشمس الأولى التي تنعكس عليه فيبدو وكأنه تمثال من ذهب ...
ولكن بتسارو(1475-1541) أحد أولئك المغامرين الأسبان , وجد رجلاً أفضل من الرجل الذهبي . فقد وقع ملك الإنكا اتوالبا أسيراً في يده فعرض عليهن أن يطلق سراحه مقابل مبلغ ضخم من الذهب يصار إلى تحديده بملء غرفة الآسر إلى حيث تصل يده . فرضي بتسارو بذلك ووقف على رؤوس أصابع قدميه , ورفع يده إلى العلاء . فرسم الملك خطاً على الحائط تمهيداً لتكديس الذهب حتى هذا الارتفاع . وكان ارتفاع الغرفة 22قداماً , وعرضها 17قدماً . أما الخط الذي بلغته يد بتسارو فبلغ أرتفاعه 9أقدام .
ووفي الملك بوعده فكان نصيب بتسارو ما قيمته اليوم 20مليون دولار أميركي ذهباً . وأخذ بتسارو الفدية ولكنه لم يطلق سراح الملك كما وعد , بل أحرقة حياً في ساحة كاكسامالكاً العامة .
ونشب على الأثر معركة حامية الوطيس بين رعايا ملك الانكا ورجال بتسارو أسفر عن اندحارالأوليين وسط سيطرة الأسبان على البلاد .
غير أن بعض قبائل الأنكا قرر أن يثأر من الأسبان ثأراً فظيعاً فكانوا إذا قبضوا على واحد منهم احتزوا رأسه وضغطوه بطريقة ما تزال مجهولة حتى يصبح بحجم كرة المضرب , مبقين على جميع ملامحه ,ثم يعيدونه إلى مكانه من الجثة .
وكثيرأ ما كان هؤلاء يضغطون أجسام المرموقين من أعدائهم وأبلغ دليل على ذلك جثة رجل أسباني معروضة في متحف نيويرك الوطني , كان طولها قبل أن يقع صاحبها ضحية الانكا خمس أقدام فأصبح خمسين سنتمتراً...