لماذا نعطس ؟
2007/06/11
لأمر غريب ما , اعتبر العطاس منذ زمن طويل أكثر من فعل جسماني . وقد نشأت كل أنواع الأفكار والأساطير حول العطاس , كما لو كان له معنى خاص .
إن العطاس , في الواقع , هو فعل إرسال الهواء من الأنف والفم . إنه فعل منعكس , ويحدث دونما إرادة منا أو سيطرة . وينشأ العطاس عندما تثار أطراف الأعصاب في الغشاء المخاطي في الأنف . ويمكن أن ينشأ كذلك , عندما يثار عصبنا البصري بنور ساطع , على ما في ذلك من غرابة .
يمكن أن يتسبب بالإثارة التي تحدث العطاس تورم في الغشاء المخاطي في الأنف , كما يحدث عندما نصاب بالزكام . ويمكن أن يتسبب سببه الحساسية . وفعل العطاس هو محاولة من الجسم لطرد الهواء للتخلص من الأجسام المهيجة .
منذ أبعد العصور , مع ذلك , حار البشر في أمر العطاس , وكأن يعتبر دوماً وعالمياً , بشيراً أو نذيراً بأمر ما . فالأغريق , والرومان , والمصريون , أعتبروا العطاس تحذيراً في فترات الخطر , وكوسيلة للتكهن بالمستقبل . فإذا ما عطس المرء إلى اليمين , فأن في ذلك طالع سعد , وإلى اليسار نذير شؤم .
أما سبب ترديدنا عبارة " ليباركك الله" , عقب عطاس أحدهم , فلا يمكن إعادتها إلى مصدر واحد , بل يبدو أنه ذو علاقة بمعتقدات قديمة . وكان الرومان يعتقدون أن المرء يطرد الأرواح الشريرة عندما يعطس , ولذا يردد كل الحضور "ليبارك الله" , بعد كل عطسة , على أمل أن ينجح الجهد المبذول لطرد تلك الأرواح .
وكانت الشعوب البدائية تعتقد أن العطاس هو دلالة على اقترب الموت .وكان الناس يرددون , لذلك , لدى عطاس أحدهم " ليساعد الله" . ذلك بأن من يعطس هو في خطر .
وخلال القرن السادس عشر , انتشر وباء الطاعون في إيطاليا , فأمر البابا غريغوار الكبير أن تتلى الصلوات ضد العطاس . وعندما جرت عادة ترديد عبارة " ليبارك الله" للأشخاص الذين يعطسون , وتأصلت منذ ذاك .