ما هو السد , أو إعتام عدسة العين ؟

كلنا يعرف ما هو الشلال في الطبيعة . إنه تساقط المياه من أحد المرتفعات على منحدر . وفي الأزمنة القديمة , كان الاعتماد سائداً أن السد , أو إعتام عدسة العين , سببه غشاوة غير شفافة تسقط كالشلال فوق عدسة العين . وماالسد سوى لطخة ضبابية أو غير شفافة داخل العدسة العين . ويمكن أن تتداخل في الرؤية أو النظر أو لا تتداخل . والواقع أن كثيرين يمكن أن يكونوا مصابين بهذا الاضطرابات البصري دون عملهم .
إن السبيل لمعرفة أن المرء مصاب بالسد , هو عندما تصبح أجزاء من مجال النظر غير واضحة أو ضبابية . وثمة دليل آخر وهو عندما يكون بوسع المصاب بالسد الرؤية لدى فترة الغروب أكثر منه في الضوء الساطع . فعندما يكون الضوء قليلاً يكون إنسان العين أو البؤبؤ أكبر , وذلك يتيح دخول المزيد من الضوء إلى العين .
يجعل السد بؤبؤ العين رمادياً أو ابيض من أن يكون أسود . ولدى المصابين بهذا الاضطراب من المسنين , يمكن أن يصبح إنسان العين صغيراً جداً أو متقلصاً . وعندما يصاب المرء بالإعتام التام , فإن عدسة العين كلها تصبح لبنية .
ويعتبر السد , عموما ً , من أمراض الشيخوخة . ولكن الطفل , مثلاً , يمكن أن يكون مصاباً به لدى الولادة , أو في طفولته المبكرة . وأحياناً يصاب البعض بالسد نتيجة التعرض للأذى , أو يسبب الأمراض الدورانية , أي المتعلقة بدوران الدم .
عندما يصاب الأولاد باعتام عدسة العين , فمن الممكن إعادة الرؤية التامة إلى العين بواسطة عملية جراحية دون انتزاع عدسة العين . سوى أن الإعتام عادة ما يبدأ بأضعاف الرؤية , بحيث أن المصاب لا يعود بوسعه القيام بنشاطاته العادية , فتصبح العملية ضرورية , وتنتزع معها العدسة . وهذا يتم في عين بعد عين , لتجنب فترة طويلة من العمى التام .
والكثيرون ممن ينبغي أن يخضعوا لمثل هذه العملية يقلقون , بالطبع , قليلاً . غير أن الجراح الماهر المتخصص بأمراض العيون وجراحتها يمكنه إجراء مثل هذه العملية دون أي خطر أو خوف من الفشل . وبعد حوالي ستة أسابيع يوصف للمصاب , بعد شفائه , استعمال النظارات التي تتيح له الرؤية مثلما كان بعدستي عينيه الأصليتين تقريباً .