هل تعلم أن

كم رائحة يمكننا أن نشم ؟

2007/06/11

بالمقارنة مع الكثير من الحيوانات , ليست قدرة الإنسان على الشم جيدة على الإطلاق . والواقع , أن حاسة الشم لدى الإنسان , ربما باتت أقل حدة تدريجياً , مع تطوره , حتى بات اليوم , بصورة رئيسية "حيواناً فطرياً" .


لنأخذ مثلاً من الطرف الآخر , فالكلب هو "حيوان شمي" كلياً تقريباً , بمعنى أنه يحيا بفضل حاسة الشم . وهذه الآن بعض المقارنات التي تظهر كم هو متدن الإنسان في هذا المجال .


ففي أنفنا , يبلغ حجم المنطقة المكرسة بالفعل للشم حجم ظفر اصبع اليد في كل جانب . أما في الكلب , فإن هذه المنطقة في حال نشر الغشاء تغطي أكثر من نصف مساحة جلد الحيوان !


في الدماغ البشري , حيث "تسجل " أحاسيس الشم , فإن حوالي واحد من عشرين من الدماغ يتعاطى بالشم ؛ في حين أن ثلث دماغ الكلب له علاقة بحاسة الشم ! بالطبع , طور الإنسان حواس أخرى , وأعضاء ووظائف مختلفة تعوض كثيراً جداً عن ضعف حاسة الشم لديه .


في أنفنا تلتقط الروائح شعرات دقيقة في الغشاء الشمي . ولكن أطراف هذه "الهوائيات" , لا تبرز , ولكنها مطمورة في طبقة خاصة بغطي الغشاء , الذي يبقى دوماً مبللاً ورطباً . فإذا ما جف لا يعود بوسعنا أن نشم ! وفضلاً عن ذلك , وففي أثناء التنفس العادي , لا يمر تيار الهواء فوق هذا الغشاء , ولذا نضطر في الحقيقة إلى العطس – وعندما نود أن نشم شيئاً ما , فإننا نسحب الهواء إلى الداخل فوق هذا الغشاء .


قبل أن نتمكن من شم أي شيء , على هذه المادة أن تذوب في الطبقة الدهنية التي تكسو الشعيرات الدقيقة التي تلتقط الرائحة . ومن هنا ينبغي لهذه المواد أن تكون زيوتاً طيارة (مثل زيوت الأزهار) أو منقولة بفضل مثل هذه الزيوت (مثل القهوة) .


هناك خمسة أنواع هامة من هذه المواد يمكن أن تكتشف حاسة الشم لدينا . إحداهما زهرية (لها علاقة بالزهور) – كالبنفسج , والورد ، إلخ.....), والثانية , تابلية (لها صفة التوابل أو نكهتها – كالليمون , والتفاح , إلخ .......)؛ والثالثة محروقة (كالقهوة , والتبغ )؛ والرابعة تعفنية (كالجبنة , والبيض الفاسد ) ؛ وأما المادة الخامسة فهي أثيرية (كالكحول , والكافور , إلخ....).