هل تعلم أن

لماذا نتعب ؟

2007/06/11
يمكن اعتبار التعب نوعاً من التسمم . عندما تعمل إحدى عضلات الجسم , فإنها تفرز الحامض اللبني , أو حامض اللبنيك – كما يعرف كيميائيات . فإذا ما انتزعنا الحامض اللبني هذا من العضلة المتعبة , يصبح بوسعها العمل مجدداً .
في النهار نسمم أنفسنا بالحامض اللبني . وهناك مواد أخرى ينتجها الجسم خلال النشاط العضلي تعرف باسم "تكسين التعب" أو سم التعب . ويحمل الدم ذلك عبر الجسم بحيث يشعر الجسم كله بالتعب وبخاصة الدماغ , وليس العضلة نفسها وحسب .
وقد قام العلماء باختبار مهم حول التعب . فإذا جعل الكلب يعمل إلى درجة الإرهاق , ونام , ونقل دمه إذ ذاك , إلى كلب آخر , تولى التعب فوراً هذا الكلب,وجعله ينام . وإذا نقل دم كلب مستيقظ تماماً إلى جسم كلب متعب , نائم , فإنه يستيقظ في الحال , وقد زال عنه كل تعب غير أن التعب ليس وحسب عملية كيميائية , إنه كذلك عملية بيولوجية . لا يسعنا إزالة التعب . ينبغي لنا أن ندع خلايا الجسم ترتاح فالتلف يجب أن يعوض , وينبغي أن يعاد شحن أعصاب خلايا الدماغ , والمفاصل يجب أن تبدل "زيوت التزليق" – أي التشحيم . والنوم هو دوماً ضروري كوسيلة لإعادة الطاقة إلى الجسم عقب التعب .
مع ذلك , إن هناك أمراً مهما ً ينبغي أن نتذكره حول عملية الراحة . مثال ذلك , أن الشخص الذي يعمل بجد وراء طاولة مكتبه طوال ساعات , يمكن ألا يضطر إلى الاستيقاظ والتمدد مطلقاً عندما يتعب . أحرى به أن يقوم بنزهة . وعندما يعود التلاميذ إلى البيت من المدرسة , فإنهم يودون الخروج من فورهم للعب , وليس للخلود إلى الراحة .
السبب في ذلك , هو أنه إذا كان جزء من الجسم تعباً – ولنقل الدماغ , أو العينين , او اليدين , أو الساقين – فإن أفضل طريقة لجعل هذا الجزء يشعر بالانتعاش مجدداً , هي في جعل سائر أجزاء الجسم نشطة . بإمكاننا في هذه الحالة , أن نستريح بواسطة النشاط . فالنشاط يزيد من التعرق , والدم يدور بأسرع من المعتاد , وتصبح الغدد أكثر نشاطاً , وتفرز المنتجات المهملة أو الفضلات من الجزء المتعب من الجسم . ولكن إذا كان الواحد منا مرهقاً جداً , وكلياً , فإن أفضل حل لذلك هو في اللجوء إلى النوم .