هل تعلم أن

الهوابط النوازل

2007/06/10
تظهر الهوابط عادة في الكهوف , كما في كهف كارلسبارد , إذ أن الصخور كلسية ولينة إلى حد ما . وهذا يفسح المجال أمام أي حمض خفيف في أن يذيب بعضها . ويأتي هذا الحمض من ماء المطر , فتلتقط قطرة الماء الهابطة ثاني أوكسيد الكربون من الهواء أو من التربة , فيحول المطر ثاني أوكسيد الكربون إلى حمض الكربون .
ومنذ حوالي مليون سنة مضت هطل مطر فوق كهف , فعلقت قطرة ماء فوق سقفه , وهذه القطرات تتجمع الواحدة فوق الأخرى . وعندما يقطر الماء , يترك الكلس في المكان نفسه , ومع مرور الوقت تتشكل حلقات كلسية تدعى بـ"مدلاة جليدية صغيرة" . ثم تقطر قطرة أخرى على أرض الكهف , ويترك الكلس جانباً مرة ثانية , ومع مرور الزمن تتجمع ذرات الكلس فوق بعضها . وتكون ما يشبه شمعة صخرية قصيرة وغليظة , وتستمر الشمعة بالكبر , كلما قطرة المياه .
هذه المدلاة الصخرية النازلة من السقف تدعى بالهابطة أو "الهوابط" . والشمعة التي تتكون على أرض الكهف تدعى بـ "الصواعد" .
وإن الرطوبة الموجودة في الكهف تساعد على كبر كل من الصواعق والهوابط . وكذلك درجة الحرارة وكثافة الطبيعة الكلسية جميعها تساهم في كبر الهوابط إلى 20سم3 في العام . وقد يحتاج بعضها إلى مئة عام أو أكثر ليكبر بمثل هذا المقدار .
وغالباً ما تلتقي الصواعد التي تكبر باتجاه الأعلى بالهوابط المتجهة نحو الأسفل لتشكل أعمدة . ويبلغ طول أكثر عمود في كارلسبار حوالي 30متراً .
وتغطى بعض سقوف الكهوف بهوابط قصيرة ومجوفة فتبدو وكأنها قشات المياه الغازية ,وبعضها الآخر له ابر صخرية متلألئة على الجدران , أو وسادات ودبابيس منتصبة من الأرض .
كما وتكبر بعض الهوابط جانباً وإلى الأعلى وإلى الأسفل .
وإذا ما توقف الماء عن الوصول إلى الكهف تحت سطح الأرض , فإن الهوابط تتوقف عن الكبر , ويعد الكهف جامداً أو ميتاً .