هل تعلم أن

روستوفسكي..الفن بنكهة عائلية

2011/02/06

 

مقال فنياستضاف «غاليري برو آرت» في دبي معرضاً فنياً ضم أعمالاً لعائلة روستوفسكي الروسية، المتمثلة في الأب فاليري وابنيه قسطنطين وفالري.جي.آر. ويتضمن المعرض المستمر حتى 15 فبراير المقبل، 12 لوحة تعرض لأول مرة، قررت العائلة من خلالها نقل انطباعاتها عن المنطقة بعيداً عن اي حقيقة موثقة لرؤيتهم، بل قاموا بإطلاق الحرية الكاملة لخيالهم، مبتعدين عن التشخيص، بل قدموا كل ما ما يشعرون به، ويرونه في اللحظة ذاتها، فالحياة التي قد تنتمي الى اي بيئة عربية كانت حاضرة بقوة في هذا المعرض.

استخدم فاليري الألوان المائية في مجمل اعماله، بينما استخدم قسطنطين الزيت على القماش كما رسم فالري الابن لوحاته بالزيت على القماش. قال فاليري الأب «نحن نحب الألوان ونحب أن نعطيها حقها في أن تكون جزءاً من الحياة والعلاقة اللونية بيني وبين ابنيّ علاقة تكاملية، فأنا الماء الذي يستنطق الطبيعة ويمشي معها بمموهاتها، وهما الزيت الذي يعطي البريق الذي يشبه جيلهما، وبذلك فإن التنوع مشروع ويعطي نكهة إضافية في تذوق الجمال».

اتبع الفنانون الثلاثة مدرستين شهيرتين في الفن في أعمالهم، وهما الواقعية الكلاسيكية، والانطباعية التي اضفت على رسوماتهم هدوءاً وشفافية بالتعامل مع الألوان التي بدت خافتة في تدرجاتها اللونية مع طغيان واضح لعوالم الطبيعة والأشجار والزهور في لوحات كثيرة تناولت موضوعاً أثيراً لديهم كالبحر، القوارب، المراكب عند شاطئ البحر، الزهور الحمراء والبيضاء، واجهات البيوت تلك كانت عوالم الفنانين في تنقلاتهم اللونية وتمثيلاتهم لاقتناص لحظة ساكنة في الطبيعة اشبه بمصور فوتوغرافي.

وقال الأب فاليري الذي عرضت أعماله على متن المركبة الفضائية (سويوز تي ام 30) في عام له 2002 «أعمالنا ليست فقط نتيجة لما رأته أعيننا، بل إنها نتاج للتأثيرات المختلفة للمشاهد والمناظر التي رأيناها، ثم تتجسد الخبرة التي تومض لدى رؤية المشهد على هيئة بصرية للتحول بعد ذلك إلى أعجوبة

تعطي لوحات عائلة روستوفسكي تلميحات عن سلسلة مؤثرات إبداعية متنوعة، اذ نرى الموضوع الأصلي للفكرة مصحوباً بتعبيرات عاطفية متداخلة واستخداماً جريئاً للون والمخيلة المفعمة بالحيوية، وقال فاليري الأب «نحاول عائلةً تقديم أعمال متكاملة ومختلفة في اللحظة نفسها لكنها مبنية على فكرة واحدة»، موضحاً «غالباً ما أرسم المناظر الطبيعية بالألوان المائية على الورق في حين يقدم ابناي مناظرهما الطبيعية ولوحاتهما بألوان زيتية»، وأشار إلى أنها التركيبة غالباً ما تدور حول ما يدور حولنا، وهو الموضوع الذي يجلب للفنان الشعور بالقوة والاستقرار ويضفي على أعماله في الوقت ذاته الهدوء والتوازن»، وأوضح «لوحات العائلة تتمثل البيئة الاماراتية والعربية بشكل عام، حيث نرى البحر وشبكة الصيد والقوارب والحوش والاستراحة بعد العمل، وهناك الرجل الكبير الذي يجلس أمام منزله يرتدي الكندورة ويترقب عودة أبنائه ومناداته من أهل البيت ليأتي لتناول الغذاء، هذه البيئة التي عاشت فيها عائلتي كانت محطة بالنسبة لهم، فأرادوا ان يحكوها من دون إضافات، هي لوحات صافية لا شوائب فيها ولا رسائل ملغومة».

أهمية المشهد

تتعامل عائلة روستوفسكي بتناغم مع الموضوعات التي يرسمونها من خلال التركيز على الشكل، واوضح فاليري الأب «أعمالي ليست نتيجة لما رأته عيناي، بل إنها نتاج للتأثير المتولد من المشهد، ثم تتجسد الخبرة التي تومض لدى رؤية المشهد على هيئة بصرية فالشكل الخارجي بالنسبة لي مثل اللقطة التي يلتقطها المصور الفوتوغرافي، كما هي من دون اي ابعاد لأنها الجمال الحقيقي الذي يريد ان يظهر للناس، والناس لا يستحقون الا ان يروا الجمال».