هل تعلم أن

المياه والزراعة

2011/01/24

المياه والزراعة



يتفاوت توافر المياه في مناطق المملكة العربية السعودية. فهي متوافرة في بعض المناطق، كالأحساء والخرج، والقصيم، وقليلة في بعض المناطق الأخرى، كالحجاز. أما في منطقة عسير، فقد كان السكان يعتمدون على الأمطار الرسمية. ولكن هذه المصادر، بدأت تتناقص، مع مرور الأيام.
أما الزراعة، فقد كانت تعتمد على الأساليب البدائية، التي توارثها السكان عن آبائهم وأجدادهم. وكانت الزراعة بَعْلية، تعتمد على الأمطار، أو تسقى من العيون الجارية، أو من المياه المستخرجة من الآبار.
وبعد أن أكمل الملك عبدالعزيز توحيد البلاد السعودية، أولى المياه والزراعة اهتمامه. فسعى إلى تحسين مصادر المياه، وتطوير أساليب الزراعة. وعمل ما في وسعه، للتغلب على نقص المياه وقلتها، وذلك باستعمال الوسائل الحديثة في التنقيب عنها واستخراجها وتحليتها. وشجع المزراعين، بدعمهم مالياً، وأمدهم بالخبرات الفنية. واستعان ببعض البلاد العربية المتقدمة، في مجال الزراعة، كالعراق ومصر وسورية، لإمداده بالبعثات الزراعية، التي قدِمت إلى المملكة العربية السعودية، وعملت في مختلف أنحاء البلاد. وأسهمت تلك البعثات في تحسين الإنتاج وزيادته وتنويعه، مما كان له الأثر الطيب على المزارعين السعوديين، فبدأوا بتطوير أساليبهم الزراعية وتحسينها، واستعمال الآلات الزراعية الحديثة. وتشجيعاً لذلك، قام الملك عبدالعزيز بإعفاء المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية، وكان ذلك سنة 1346هـ/1927م.
وقد قام الملك عبدالعزيز، أيضاً، بالاستعانة بالخبرات الأمريكية، في مجال التنقيب عن المياه. فاستقدم المهندس الجيولوجي الأمريكي، تويتشل، وذلك سنة 1350هـ/1931م. كما أمر، سنة 1367هـ/ 1948م، بإنشاء مديرية للزراعة، ومن ثَم، أُفتُتحت لها عدة فروع، في مناطق مختلفة من البلاد. وقد عملت مديرية الزراعة، مع مختلف فروعها، على تطوير مجالات الزراعة، في عهد الملك عبدالعزيز، إلى أن تحولت، في 18 ربيع الثاني 1373هـ/24 ديسمبر 1953م، إلى وزارة. وكان أول وزير لها، هو الأمير سلطان بن عبدالعزيز.
وقد أنجزت، في عهد الملك عبدالعزيز، عدة مشروعات لتحسين مصادر المياه، وتطوير الوسائل الزراعية. منها:
-تركيب آلتَين كبيرتَين، لتقطير المياه، في جدة، سنة 1345هـ/1926م. وإنشاء هيئة عين الوزيرية، سنة 1352هـ/1933م. ثم إنشاء العين العزيزية، سنة 1366هـ/1947م. وإيصال الماء إلى جدة، من وادي فاطمة، سنة 1367هـ/1948م.
-إنشاء لجنة عين الزرقاء، في المدينة المنورة، عام 1346هـ/1927م، لتنظيف تلك العين، ومد أنابيب منها، لسد حاجة السكان إلى مياه الشرب.
إنشاء لجنة عين زبيدة، في مكة، سنة 1353هـ/1934م، لتحسين روافدها، وإصلاح أنابيبها، لزيادة توفير المياه لمدينة مكة المكرمة.
-إصلاح السدود القديمة، وحفر الآبار الإرتوازية. فقد تم حفر أول بئر إرتوازية، في الدمام، وذلك سنة 1358هـ/ 1939م.
-إعفاء المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية، واستيراد الآلات والمعدات، لبيعها للمزارعين بأسعار مخفضة، وبشروط دفع سهلة، وتقديم مساعدات لصغار المزارعين، وإنشاء مصارف لإقراضهم.
تعليم المزارعين طرائق حديثة لزيادة الإنتاج وتنويعه، وحمايته من الآفات.
-إقامة مشروع الخرج الزراعي، الذي أسهم في الإشراف عليه وإدارته، مهندسون زراعيون من الخارج. وعُني باستصلاح الأراضي، وزراعة محاصيل جديدة، وتربية المواشي.
إنشاء ورش ميكانيكية، لإصلاح مضخات المياه والآلات الزراعية.
-أمر الملك عبدالعزيز، سنة 1371هـ /1952م، بجلب الماء إلى الرياض، من وادي الباطن، ومن السويدي، وهما من ضواحيها. وقد تم المشروع، بعد وفاته .
-إصلاح "عين نجم"، في جهة الأحساء، وهي مياه معدنية، يستفاد منها طبياً.