هل تعلم أن

إجلاء القوات العثمانية من القصيم

2011/01/24

إجلاء القوات العثمانية من القصيم





ازداد موقف الأمير عبدالعزيز ابن سعود رسوخاً في منطقة القصيم، خاصة بعد مقتل عبدالعزيز بن رشيد، في معركة روضة مهنا. فبادر إلى بعض الترتيبات، العسكرية والإدارية، لتعزيز موقفه. وإذا علم بنية أمير بريدة، صالح بن حسن بن مهنا، الاتفاق مع القائد العثماني، صدقي باشا، فقد قرر عزله عن الإمارة. وسارع إلى بريدة، قادماً من الرياض، وألقى القبض على صالح بن مهنا وإخوانه، في 2 ربيع الثاني 1324هـ/26 مايو 1906م، وأبعدهم إلى الرياض، وعين مكانه شخصاً، من الأسرة نفسها هو محمد بن عبدالله أبا الخيل.
ورأى الأمير عبدالعزيز، في بقاء القوات العثمانية في القصيم، أمراً يحد من سيادته الكاملة على المنطقة. وكان الجيش العثماني فيها، قد تمركز في بلدة الشيحية، ويعاني من نقص المؤن والإمدادات، وتولى قيادته قائد جديد، هو سامي باشا الفاروقي. ولذا، جاء الأمير عبدالعزيز بن سعود، واتفق مع أمراء القصيم، على وجوب إخراج القوات العثمانية سلماً أو حرباً. والتقى، في البكيرية، قائد القوات العثمانية في القصيم، سامي باشا الفاروقي. وعرض عليه، إما أن ينتقل بجيشه، في خمسة أيام، إلى وادي السر، فيحول بذلك بينه وبين ابن رشيد. وإما أن يرحّله ابن سعود من نجد، فإذا رفض أحد الأمرين، فسوف يقاتله. وتحت ضغط الضباط الأتراك، وإلحاحهم على قائدهم في الخروج من هذه المهلكة، التي سئموا الإقامة بها، اختار القائد العثماني الحل السلمي، وقبل ما عرض عليه ابن سعود، وهو ترحيل القوات العثمانية، التي قدمت من العراق والمدينة المنورة، كلٌّ إلى جهته. وتعهد ابن سعود لهم بسلامتهم وسلامة معداتهم، في الطريق من نجد إلى مقاصدهم. وأمر قبيلة حرب، بترحيل القوات العثمانية، التي جاءت من المدينة إلى المدينة المنورة، فغادرت القصيم، في 15 رمضان سنة 1324هـ/3 نوفمبر1906م. أما القوات القادمة من العراق، فقد تم ترحيلها في 13 شوال 1324هـ/أول ديسمبر1906م، بمساعدة أهل القصيم.
وبعد شهرَين، تلقى الأمير عبدالعزيز بن سعود شكراً من السلطان عبدالحميد الثاني، لحسن معاملته لجنوده. وطلب من الأمير السعودي إرسال وفد سعودي إلى إستانبول، لتلقي التكريم والنياشين.
وبهذا، استطاع الأمير عبدالعزيز بن سعود تعزيز سيطرته على المناطق التي يحكمها، ووحد نجداً، ولم يبق عليه، إلا ضم منطقة حائل وما يليها، شمالاً.