هل تعلم أن

الهاكم التكاثر ...

2010/11/18

بسم الله الرحمن الرحيم

أخواني وأخواتي الكرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حياكم المولى عز وجل ... ووفقكم لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية قاطبة ... وجعلكم مفاتيح خير ... ومغاليق شرّ ... وجعلكم لأهل الخير أعواناً ... إنه ولي ذلك والقادر عليه ...

بداية ... كنت منذ قليل في بيت الأجر عند جيراننا ... والمتوفى هو والد اللاعب مصطفى شحدة - أسأل الله تعالى أن يتغمد روحه الجنة ... وكم سعدت بسماع درس ديني ، يتحدث عن أحوال الميت في بداية الأمر ، فأقول - وبالله الوفيق - قال تعالى :- " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8 " ، وكما قال الله تعالى : فعلا ألهانا جمع المال والدنيا والحياة الفانية ... ونسينا - أو قل تناسينا - الحياة الآخرة والباقية الأبدية التي لا ولن تزول ، كحال الدنيا ، طيب، وبعد كل هذا ... أليس القبر نهاية كل عبد ٍ ، وسنسأل عن كل ما كانا ... أليس القبر بداية الحياة البرزخية إلى قيام الساعة ... أليس القبر مكان الدود والضيق والوحشة والوحدة والظلمة !!! أليس القبر طريقاً إما إلى الجنة - نسأل الله تعالى أن نكون جميعاً من أهلها -  وإما إلى النار - نعوذ بالله تعالى أن نكون من أهلها - ... طيب ... طيب ، مع كل هذا - وغيره وغيره - ما هو حالنا !!! هل استعدينا للقاء المولى تبارك وتعالى ، حيث اننا نسمع عن وفيات غير مرة ، هنا وهناك ،وكما نعلم جميعاً ، أن القبر هو أول منازل الآخرة ،فمن نجا منه ؛ فقد نجا بإذن الله ، وأول ما يسأل الميت عن ثلاث : عن ربه ودينه ونبيه عليه السلام ، أما المؤمن الموحد فيوفقه الله تعالى لحُسن الإجابة التي يرضاها ، حيث يأتي الملكان الكريمان وينهرانه ، فيقف - أو يجلس- في قبره ويرد عليهما بشكل سليم ، عندها يفتحان باباً إلى النار ويقولان : هذا منزلك لو عصيت الله ، ولكن الله أبدلك منزلاً خيراً منه ، ويفتحان باباً إلى الجنة  ويقولان : هذا منزلك الذي كنت توعد ، أبشر بالجنة ، ويفسح له في قبره إلى مدّ بصره ، ولا يزال يتنعم من الجنة إلى قيام الساعة بإذن الله ،

وفي مرة ، قال الخليفة المسلم أبو بكر الصديق لعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – كيف بك يا ابن الخطاب ، إذا حضرك الموت ، وجاءتك المنية ، وغُسّلت وكُفّنْت وصُلّي عليك ، وذُهِبَ بك لمنزلك الجديد – القبر – أم كيف بك إذا جاءك الملكان للسؤال ، فينتهرانك ويوقفانك أو يجلسانك ، ويقولان : من ربك ؟ وإذ بك تمسك بهما – بقوة – وتقول لهما : ربي الله ، فمن ربكما أنتما ، ثم يقولان لك : ما دينك ؟ وتقول لهما : ديني الإسلام ، فما دينكما أنتما ، ويقولان : من هذا النبي الذي بُعث فيكم ؟  وتقول لهما : نبيي محمد رسول الله ، فما تقولان فيه أنتما ، فيقول الملكان : عجباً ، هل هو أُرْسِلَ إلينا أم نحن أُرْسِلْنا إليه !!! طبعاً هذا الموقف ليس إلا استشعار من أبو بكرٍ الصديق - رضي الله عنه – وليس فيه حديث يذكر البتة ...

 

نلاحظ أخوتي وأخواني ، أننا سنذوق الموت لا محالة والله ، نسأل الله تعالى العفو  والعافية في الدين والدنيا والآخرة ، وأن يثبتنا عند السؤال ، وأن نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن يحفظنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ، من هنا ، يجب أن لا نلتفت للدنيا إلا بما يقيم حياتنا ، وبالمقابل ننشغل بالآخرة ، وبالذي يقربنا من رضوان الله تعالى ومحبته ورحمته ، وبالتالي جنته ، قد يقول قائل من أخواني وأخواتي : كلنا ذنوب لا يعلمها إلا الله تعالى ، فأقول - كما قال السلف الصالح – لا تيأس ، ولا تُسَوّفُ – سوف أصلي مثلا بعدين ، او أصوم أو.. –  فوالله إن الشيطان يفرح كثيرا بذلك – بالتسويف - ، ولكن استغفر الله وتوب إليه ، تجده غفارًا للذنوب والمعاصي ، ووالله ، لو أننا كلنا على أتقى قلب رجلٍ واحد منا ؛ لأماتنا الله ، واستبدلنا بقوم آخرين ، يذنبون ويستغفرون فيغفر الله لهم ، لا تيأس وتيأسين أخيتي ، فنحن نتعامل مع رب رحيم ودود رحمان غفار الذنوب والمعاصي ...

 ,,,

 

تحياااتي لكم  ...

يحيى داود