المدح والمجاملة
...
الخوف كل الخوف ...
أن يرتقي مستوى المجاملة ..
إلى درجة النفاق ..
فالمجاملة ...
شيء طيب ...
لكن ..
بصدق ودون رياء ..
لأنك ببساطة ..
تكسب ود الآخر ...
وتجعله يألفك ويُسرّ بوجودك ..
وترتاح نفسه بطيب كلماتك ...
ويصبح يتملكه حب النظر والتمعن في تعليقك وردك عليه ...
ومن جهة أخرى ...
فإن ديننا الحنيف يدعو لهذا من طرفٍ آخر ...
ألا سمعت عن الحديث الشريف : " تبسمك في وجه أخيك صدقة " أو كما قال عليه السلام ..
من هنا : فإن الابتسامة - وهي درجة صادقة من درجات المجاملة -
تؤلف بين القلوب ..
وتشرح الصدور ...
وتبعد كل أنواع الغلّ والشرور ...
أما المديح : فله طريقان ..
مدح صادق يصف صاحبه بصدق وأمانة ...
دون مغالاة أو زيادة ..
ومدح كاذب ...
فيه نفاق ومهانة ..
ورياء واضح فيه زيادة ..
ومقاصده مكاسب دنيوية زائلة ...
بعيدة كل البعد عن الحقيقة الثابتة ...
وهناك أناس فصيحي الكلام وبليغي القول ..
يتفننون بألوان القول ..
وأعذب البيان ..
لكنهم - للأسف - يوظفون ما أنعم الله - تعالى - عليهم بطرق محرمة ..
وأحياناً يُغالون بصفات الممدوح ..
حتى يرتقوا به من منزلة العبد والعبيد للرحمن ..
إلى منزلة الرقي والسموّ ..
بعيدا عن أصل معدن ومنبت ومخرج الإنسان ...
( وكلنا يعلم حقيقةً أن بني الإنسان خرج من مجرى البول مرتان .. )
بطيب فن القول والبيان ..
وهذا والله من الحرام والبهتان ..
فيجب علينا مراقبة ربنا - عز وجل - في قولنا وفعلنا ..
لأن أكثر الناس يُكبّون على وجوههم أو على مناخرهم يوم القيامة ..
بحصائد ألسنتهم ..
هذا والله تعالى أجلّ وأكرم وأعز وأعلم ..
سامحوني إن ورد أي خطأ علمي أو ديني ..
لأني سرحت قليلاً وخطر لي هذا الموضوع ..
عافاكم ..
بقلمي أنا
...
يحيى داود