يعتبر هذا الطبيب الفرنسي خليفة للعالم الشهير ليانك إذا سار على خطاه المجيدة من الوجهه الإنسانية فاستنار بأقواله وتوصياته واعتبر مثله الأعلى
. ولد تروسو في الرابع من تشرين الأول في مدينة تور الفرنسية سنة 1801وأثر وفاة والده اضطر للنزوح عن مسقط راسه إلى مدينة بلوا ومن ثم إلى مدينة ليون عاصمة فرنسا القديمة حيث تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في مدارس وكليات المدينتين . ولما اجتذبه الطب ورغب في دراسته عاد إلى تور ودخل كلية الطب وكان يدبرها إذ ذاك الطبيب عالمياً Bretonneau إلا انه قدم أطروحته وحاز على شهادته في باريس كما جرت عليه العادة والعرف سنة 1852وأصبح مؤهلاً , ومن بعدها طبيباً معالجاً في المستشفيات 1830.لم يكن تروسو طبيباً كبيراً فحسب وخير من اكتشف علامات المرض وظواهره بدقة متناهيه مما كان يساعده على تشخيص المرض وعلاجه بل كان أيضاً طبيباً أنسانياً بكل ما لهذه الكلمة من معنى فهو رحيم لمريضه شفوق عليه لا يبخل لا بوقته ولا بعلمه حتى لا بماله إذا اكتشف أن المريض محتاج
. وكان لا يكتفي بفحص المرض الذي يشكو منه المريض فقط بل كان يفحصه فحصاً دقيقاً من شعر رأسه حتى أخمص قدميه بما يسمى في هذه الأيام فحصاً عاماً مستبقاً ما يظن بأن مريضه معرض له مستقبلاً ويكفي أن تقرأ إحدى وصفاته فتجد أنها لا تقل عن سته حتى ثمانية صفحات مكتوبه بخط يده . وإذا سأل عن ذلك كان يردد بمعنى المثل المأثور درهم وقاية خير من قنطار علاج وقد حافظ هذا الطبيب علة إنسانيته المرهفه حتى آخر لحظه من حياته .وآخر ما اكتشفه في مجال الطب هي العلاقات المباشره التي تجمع بين بعض أنواع سرطان المعدة والإصابة بـ
: Phlebiteففي صباح الأول من كانون الثاني سنة
1867 كان يتكلم عن نفسه مع تلميذ يطرس فقال له صنعت ولقد تبين معي Phlebite في هذه الليلة مما لايترك أدنى شك أو التباس عن طبيعة مرضي .وبالفعل فقد مات بعد مدة متأثراً بسرطان خبيث في معدته وذلك سنة
1867.