ولد هذا العالم الكبير سنة
1859 وكان والده طبيباً من أصل الراسي نزعه ومعتقدات ليبرالية أورثها لولده وزرعها في نفسه ووجهه نحو العلوم الطبيعية فأولع بهذه العلوم وبرع فيها وقد تقدم بأطروحته وحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1895 وكان له 36 من العمر وفي السنة نفسها تزوج من الآنسة ماري سكلودوسكا وهي عالمة فرنسية من أصل بولوني وكانت لا تقل عنه علماً وثقافة وفي نفس المجال أي علوم طبيعية فشاركته اهتماماته وأبحاثه . وبمتابعتهما لعوم بيكرل في الإشعاعات توصلاً لاكتشاف وعزل جسم جديد من معدن الاورانيوم من ميزاته إعطاؤه أعلى درجات من القوة الإشعاعية وهذا الجسم الجديد هو الراديوم .ولدى هذه المادة الغريبة توجه في دراسته وتجاربه لمعرفة فيما إذا كان لها منافع علاجية طبية
. وفي أحدى تجاربه تحقق من أنه إذا وضعت ذرة صغيرة منه في موضع ما على جسم الإنسان لمدة عشر ساعات أحدثت تلفاً تاماً في الأنسجة والخلايا لدرجة أن يستدعي لشفائها عدة شهور .ولدى موت بيار كوري تابعت زوجته ماري أبحاثها على مادة الراديوم وإمكانية الاستفادة منه طبياً فاكتشفت فعاليته في علاج الأورام السرطانية الخبيثة وعلى أثر اكتشافها عدا استحدث لها قسم خاص تبوأت رئاسته في جامعة السوربون لمتابعة ابحاثها ودراساتها وبهذا أصبحت الامرأة الأولى التي تحتل مركزاً على هذا المستوى من الأهمية إلا أن هذا الاكتشاف وهذه المعادن التي أراد بيار كوري وزوجته ماري أن تكون علاجاً لأمراض مستعصية وبلسماً يخفف الآم وأوجاع الجنس البشري
,قد استخدمت في أشياء خطيرة . فقد أصبح الأورانيوم والراديوم العنصر الأساسي لصنع القنابل الأكثر تدميرا وخرابا إلا وهي القنبلة أخواتها وقد استعملت لأول مرة في الحرب العالمية الثانية واليابان وتحديداً في مدينتي هيروشيما ناكازاكي التي من الوجود ببشرها وحجرها