كانون الثاني (يناير) ,هو الشهر الأول من التقويم الحديث , وعدد أيامه 31 .
ويصادف يوم رأس السنة في التقويم الغريغوري قبل أثني عشر يوماً من يوم رأس السنة في التقويم اليوليويس . وكان المصريون والفينيقيون والفرس يبدأون سنتهم عند الاعتدال الخريفي , أي في 21أيلول , واليونانيون حتى القرن الخامس قبل الميلاد , كانوا يبدأونها في الانقلاب الشتوي , أي من 21كانون الأول . وقد احتفل الرومان القدامى مرة بمطلع السنة في 21كانون الأول , ولكن يوليوس قيصر لدى اعتماد التقويم اليوليوس أجله إلى الأول من كانون الثاني .
وكان الخامس والعشرون من آذار التاريخ المعتمد لدى معظم الشعوب المسيحية في الأيام الأولى من القرن الوسطى الأحتفال بعيد رأس السنة . غير أنه في انكلترا الانكلوسكسوينة كان عند رأس السنة في 25كانون الأول , فجاء وليام الفاتح , وأمر بأن تبدأ السنة في أول كانون الثاني . سوى أن انكلترا فيما بعد راحت مع سائر الأقطار المسيحية تبدأ سنتها في 25آذار . وقد أعاد التقويم الغريغوري الذي اعتمد سنة 1582 الأول من كانون الثاني عيداً لرأس السنة , واتبعته من فورها كل البلدان الكاثوليكية . في سنة 1700اعتمدته ألمانيا , والدانمراك , والسويد وتبعتها انكلترا سنة 1752 .
وهكذا بات يوم رأس السنة عيداً شعبياً عالمياً يحتفل فيه بالتنكر التقنع وتبادل الهدايا .
كان شهر شباط (فبراير) مكرساً بصورة خاصة للمعبودة جونون . وكان اسمه عند الرومان "فبرواريوس" , وهي كلمة سشتقة من الفعل "فبروراي" الذي يعني التطهر لأنه خلال هذه الفترة من السنة كانت تقام الاحتفالات المعروفة باحتفالات التطهر .
هو فبراريوس باللاتينية , ثاني شهور التقويم الحديث , وعدد أيامه 28- و29يوماً في السنوات الكبيسة . وفي مطلع عهد التقويم الروماني كان شباط الشهر الثاني عشر منه , وكان مكرساً في الأساس لا نتظار السنة الجديدة , ولا حتفالات التطهر ولتكريم الموتى .
أما تعيين يوم الكبيس التاسع العشرين من شباط فهو حديث نسبياً . ففي التقويم اليوليوسي , كما هي الحال في بعض التقاويم الطقسية حشر اليوم الفائض هذا قبل الرابع والعشرين في شباط , وهذا ما يفسر كلمة "كبيس" إذ أن الرومان – كانوا يحسبونه بـ"المقلوب" ابتداء من أول آذار , سموا كلا اليومين السادس .
آذار (مارس) هو الشهر الثالث في التقويم الحديث , وعدد أيامه واحد وثلاثون . وبحسب الأسطورة والتقليد فإن التقويم الروماني الأول, المعزو إلى رومولوس , كان يتألف من عشرة أشهر فقط معروفة بأسمائها تمتد بين آذار وكانون الأول (ديسمبر) وكان "الفصل الميت" في وسط الشتاء , دون تسمية . وإلى هذه الأشهر العشرة أضيف فيما بعد شهراً كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير)وتم ذلك على يد بومبيليوس . ومعأن الدليل التاريخي لهذه التقاويم القديمة ما زال عرضة للجدل , فإنه من الواضح – ويكفي تأكيداً لذلك أسماء الشهور المرقمة والمسماة , مثال ذلك ديسمبر , الشهر العاشر – أن آذار كان في الأصل الشهر الأول , وبداية الاحتفالات الدينية .
وفي سنة 153قبل الميلاد أو بعدها تم تحديد الأول من كانون الثاني تاريخاًً لتسليم المشترعين الجدد مهام مناصبهم , وبالتالي تغلّب التقويم المدني على التقويم الديني , فأصبح كانون الثاني هكذا يعتبر الشهر الأول من السنة . ولما كان مطلع الربيع فصل تجدد النشاط في ميداني الزراعة والحرب معاً , فقد سمي آذار , أو مارس , تجمداً لرمز الحرب مارس , أ, المريخ , الذي كان كما يبدو , أصلاً رمز الحرب وحامي الحياة النباتية , ولأنه كان أيضاً الفترة التي تعود فيها الجيوش إلى الحركة بعد أن يكون الشتاء قد أصابها بالشلل التام ...
نيسان (إبريل) , هو ثاني الشهور في التقويم الروماني القديم , والرابع حسب التقويم الحديث , أيامه ثلاثون , لا يعرف بالضبط سبب تسميته باسمه اللاتيني (ابريل) الذي يعني التفتح , ولعله إشارة إلى كونه فصل تفتح الأزهار والأشجار . ويسند هذا التأويل استعمال الأغريق لكلمة (التفتح) للتدليل على الربيع .
أما كذبة نيسان فهي الاشارة إلى اعداد "المقالب" للأصدقاء في الأول من نيسان . وأصل العادة هو مثار جدل طويل . فمنهم من يردها إلى الاحتفالات العالمية التي كانت تقام لدى المنقلب الشتوي , وتبدأ يوم رأس السنة الجديدة – وكان يصادف قديماً 25آذار – وتنتهي في أول نيسان .
أما في الهند , فإن "عيد الهولي" – وينتهي في 31آذار – فقد كانت التسلية الرئيسية فيه خداع الناس والتدبير المقالب لهم , وذلك بإرسالهم في مهمات وهمية لا طائل منها .
ولم تعم كذبة نيسان العالم الحديث وتصبح معروفة فيه ومتبعة إلا منذ مطلع القرن الثامن عشر !
أيار (مايو)هو الشهر الخامس من السنة حسب التقويم الحديث , وأيامه واحد وثلاثون عداً . أما أصل التسمية فالرومان أنفسهم غير واثقين منه . فمنهم من يشتقها من مايا " وهي معبودة غامضة كانت تقدم إليها القرابين في هذا الشهر" وآخرون يشتقون التسمية من "ماريوريس" أي المسنين – على اعتبار أن هذا الشهر يكرم أولئك الناضجين سناً , كما يكرم حزيران(يونيو) من "ايونيوريس" – الشبان . وقليلة هي المعلومات عن " مايا" إلا أنه ربما كان لا سمها ولا سم الشهر معاً المعنى الأساسي للغلة والمحصول , دلالة على نمو النبات في هذا الموسم . ويوافق هذا التفسير الأهمية التي علقت فيما بعد في أوروبا في العصور الوسطى وفي العصر الحديث , على احتفالات يوم أول أيار التقليدية التي تعود في أصولها إلى الطقوس والشعائر الزراعية التي كانت سائدة قبل العهد الميلادي . ومع أن الاحتفالات المحلية تلك كانت تختلف بعضها عن بعض , إلا أنها كانت تشمل عامة مواكب الأشجار والغصون والخضر , أو ضفائر الزهور , وانتخاب ملك أيار , وملكة أيار , وإقامة شجرة أيار تزينها الشرائذ والأكاليل . ولعل القصد من هذه الاحتفالات كان ضمان خصب المواسم , وامتداداً من ذلك وتوسعاً , ضمان خصب البشر والماشية . ولكن سرعان ما راح هذا المغزى يتضاءل ويتلاشى وبقيت الطقوس مجرد احتفالات شعبية . وثمة خرافة تقول إن غسل الوجه بقطرات الندى صباح اليوم الأول من أيار يجمل البشرة .
حزيران (يونيو) , هو الشهر السادس من التقويم الحديث , عدد أيامه ثلاثون . ومما يروى أن الشاعر أوفيد يجعل المعبودة جونيو تؤكد أن التسمية جرت تكريماً لها وحدها . ولكنه يشتقها , كذلك , من "أيونيوريس" كما اشتق أيار من "مايوريس" مما يفسر تكريس هذين الشهرين للشبان والشيوخ . ويربط البعض التسمية باسم يونيوس الوثني , أو بمنصب القنصل الذي احتله يونيوس بروتوس .
وفي التقويم اللاتيني القديم كان حزيران الشهر الرابع من السنة , ويقال إن عدد أيامه كان ثلاثين , ولكن في زمن الاصلاح اليوليوسي للتقويم كانت أنامه تسعة وعشرين فحسب . فأضاف إليها قيصر اليوم الثلاثين . وكان الانكلوسكسون يدعون حزيران "شهر الجفاف" أو "شهر منتصف الصيف" وذلك على سبيل التمييز بالضد بينه وبين تموز , يوليو .
ويقع المنقلب الصيفي في شهر حزيران , في الحادي والعشرين منه .
تموز (يوليو) هو الشهر السابع في التقويم الحديث , وعدد أيامه واحد وثلاثون . كان في البدء الشهر الخامس من السنة , وعلى ذلك دعاه الرومان "كويينيليس" . أما تسميته بيوليو فقد كانت تمجيداً ليوليوس قيصر الذي أبصر النور في هذا الشهر . وقد بدأ العمل به في سنة وفاته . وكان الأنكلوسكسون يسمون تموز "شهر التين" أو "شهر المرج" نظراً إلى ازدهار المروج فيه .
آب ( أغسطس) عرف في البدء باسم سكتيليس , وكان سادس شهور السنة في التقويم اليوليوسي , استمد اسمه الحاضر "اغسطس" من الأمبراطور أغسطس قيصر .أما الشهر الذي يسبقه وهو كوينتليس , فقد سمي يوليو , أو يوليوس , على أسم يوليوس قيصر .
وقد اختار الامبراطور أغسطس شهر آب , أغسطس , ليسمى باسمه تكريماً له لأنه في هذا الشهر أصبح قنصلاً , واحتفل ثلاثاً بانتصارات حربية وتلقى ولاء جنوده المعسكرين في جانيكولوم , وأنهى الحروب الأهلية , وأخضع مصر لسلطانه .
أيلول (سبتمبر) اتخذ تحت حكم الأمبراطور تيبريوس اسم تيبريوس , ثم أسم جرمانيكوس في عهد الأمبراطور دوميسيانوس . ثم عرف باسم تاسيتوس في ولاية الأمبراطور الذي حمل هذا الاسم ، كما عرف باسم انطونيوس تحت حكم هذا الأمبراطور . أما في عهد كومودوس , المعروف بهرقل , فقد سمي هيراقليطس .
وهو تاسع شهور السنة حسب التقويم اليوليوسي الحديث وأيامه ثلاثون . وكما يستدل من اسمه "سبتم " باللاتينية , فقد كان الشهر السابع في التقويم الروماني القديم الذي كانت السنة فيه تبدأ بشهر آذار . وفي هذا الشعر يقع الاعتدال الخريفي .
تشرين الأول (اكتوبر) هو الشهر الثامن حسب التقويم الروماني القديم , وحسب التقويم اليوليوسي احتفظ هذا الشهر باسمه , ولكنه اصبح الشهر العاشر , واعطي من الأيام واحداً وثلاثون يوماً . وقد جرت محاولات كثيرة لاعادة تسمية الشهر تكريماً للأباطرة وتمجيداً .وعلى ذلك عرف موقتاً وعلى التوالي بأسماء جرمانيكوس , وأنطو نيوس , وهركوليوس , وهذا الاسم هو لقب من ألقاب كومودوس . ولم تنجح كذلك محاولة مجلس الشيوخ الروماني . لتسميه باسم فاوستينوس , تكريماً لفاوستينا , زوجة انطونيوس .
وتسمي الشعوب السلافية هذا الشهر " الشهر الأصفر" لاصفرار أوراق الشجر الخضراء . أما الأنكلوسكسون فيعرفونه باسم "بدر الشتاء" لأنه كان يعتقد انه عندما يصبح القمر بدراً في هذا الشهر يبدأ فصل الشتاء .
تشرين الثاني (نوفمبر) هو الشهر الحادي عشر حسب التقويم الحديث , وعدد أيامه ثلاثون . كان قبلاً وفي التقويم الروماني الأول الذي تبدأ سنته بآذار الشهر التاسع , ونوفيم باللاتينية تعني تسعة , أما محاولة مجلس الشيوخ الروماني تسميته باسم الأمبراطور تيبيريوس , فقد أثارت رده الشهير "وماذا تفعلون إذا كان هناك ثلاثة عشر قيصراً "؟
كانون الأول (ديسمبر) هو الشهر الثاني عشر من السنة الحديثة وأيامه واحد وثلاثون . وكما يتضح من الاسم باللاتينية ديسيم , ومعناه عشرة , كان كانون الأول الشهر العاشر في التقويم الروماني القديم الذي كان آذار فيه مطلع السنة .
وكان الرومان يحتفلون في كانون الأول بعيد زحل , والشعوب التوتونية القديمة كانت تحتفل في هذا الموسم بعيد اليولي , وهو عيد منتصف الشتاء .ويقع حوالي 21كانون الأول المنقلب الشتوي .
أما عيد الميلاد نفسه فلا يبدو أن الكنيسة المسيحية الأول اعترفت به عيداً كما أنه لم يكن هناك في البدء أي اتفاق على تاريخ ميلاد المسيح ,ذلك بأن الشرقيين يفضلون اعتبار اليوم السادس من كانون الثاني يوم الميلاد المجيد لا يوم 25 كانون الأول .