ماذا يفعل اللسان ؟

اللسان هو واحد من العضلات والأعضاء العجيبة جداً في الجسم . إنه العضلة الوحيدة التي لدينا وهي مشدودة من طرف واحد وحسب . لذا , فهي تتحرك بطريقة لا تتحرك بها أي عضلة أخرى , وهذا الضروري وهام بالنسبة إلى العمل الذي يتوجب علية القيام به .
عندما نتكلم , ونُحدث أصواتاً متنوعة ومختلفة بكثيرة , يتخذ اللسان أشكالاً وأوضاعاً كثيرة متنوعة , لكي يتيح لنا إحداث الأصوات . ردد الأبجدية ببطء , ولاحظ مختلف الأوضاع التي يتخذها اللسان لكل حرف من الحروف .
إن الغشاوة المخاطية التي تكسو اللسان تمثل دوراً في التقاط الطعام والإمساك به , وسحنه . والواقع أن سطح اللسان هو مثل مجموعة من أدوات البشر , والشوبك , والفراشي , والمدمات (الأدوات ذات الأسنان لجمع العشب أو لتقلب التربة أو تسويتها ) , ورؤس حادة تفعل فعلها في جزيئات الطعام الذي نتناوله .
واللسان هو أيضاً أحد الأعضاء التي تتصل بحاسة اللمس من حيث الرهافة , إنه يطلعنا باستمرار على ما يدور من تغيرات في الفم , ويرسل رسائل إلى الجهاز العصبي المركزي حول ما نأكله أو نشربه .
وأخيراً , بالطبع , تقع براعم الذوق الطعام على اللسان , ذلك بأن سطح اللسان مغطى بنشؤات صغيرة تشبة الثآليل الصغيرة , تسمى الحُليمات , وفي جدران هذه الحليمات تقع براعم الذوق والطعم .
لدى الإنسان حوالي 3آلاف برعم ذوق . وللبقرة نحو 35ألفاً , وللحوت قليل منها أو لا شيء . إن العدد يتوقف على حاجات الذوق والطعم لدى الحيوان . وبوسع براعم الذوق لدى الإنسان أن تسجّل ثلاثة أحاسيس مختلفة : الحلو , والمالح , والمر . وربما سجلت الطعم الحامض , سوى أن هذا ليس إلا تركيبة من الطعوم الثلاثة الأخرى .
إن أجزاء مختلفة من اللسان حسّاسة لأنواع مختلفة من الطعم . فمؤخره أكثر حساسية بالنسبة إلى المرّ , الجانبان أكثر حساسية بالنسبة إلى الحامض والمالح , ورأس اللسان يلتقط الطعم الحلو .