مكتشف الطريق البحري الى الهند..
في الاسبوع الاخير من عام 1924 وفي العاصمة لشبونه والميناء البحري تاجوس اقام البرتغاليون احتفالا ضخما بمناسبة مرور اربعمائة عام على وفاة الرحالة الشهير "فاسكو داجاما" مكتشف الطريق البحري الى الهند وصاحب فتوحات عديدة على سواحل افريقيا الجنوبية والشرقية ..
شجعت رحلات " كولومبوس " وغيره ملك البرتغال " عما نويل الاول " لتجهيز اسطول من السفن للسفر الى الهند عن طريق راس الرجاء الصالح ..واختار لقيادة الاسطول "فاسكو دا جاما " الذي عرف بشجاعته وخبرته بالبحار من خلال حروب البرتغال مع قشتالة..
بداء "داجاما " رحلتة من ميناء لشبونه عام 1497 في احتفال مهيب ودعه فيه الملك ورجاله .. كان اسطولة يتكون من اربع سفن صغيرة , ومائة وسبعين رجلا ..فاتجه في المحيط الاطلسي الى الجنوب وسار بمحاذاة ساحل افريقا الغربي حتى وصل الى راس الرجاء الصالح بعد ثلاثة اشهر .. ثم اتجه شمالا بمحاذاه الساحل الشرقي للقاره واقام في بعض المدن الساحلية ..
فوجد مدنا مزدهرة على الساحل وقد اقيمت مبانيها بالحجارة تلك المدن وهي ماتعرف الان بموزمبيق. فاحتلها ورفع عليها العلم البرتغالي , ووصل الى مناجم الذهب التي كانت معروفة عند قدماء المصريين والرومان والعرب .. وبنى هناك القلاع والحصون وترك فيها بعض رجالة لجمع الذهب والعنبر والعاج.. وكان الرحالة والتجار العرب قد سبقوا البرتغالين الة هذه السواحل واقاموا فيها المراكز التجارية , ونقلوا بضائعها الى زنجبار وعمان وشبة الجزيره العربية .
واصل "داجاما " تقدمة شمالا حتى وصل الى مصب نهر زامبيزي فابحر فية بسفنه وبنى على ضفتية بعض القلاع ثم واصل المسير واستولى على العديد من المماليك على الساحل الشرقي لافريقا حتى وصل الى ممباسا (كينيا ) التي كانت مدينة تجارية عامره فسر بها داماجا ورجالة لانهم لم يروا مدينة عظيمة مثلها وكان فيها بيوت ضخمة وقصور ومبان فاخرة واسواق عظيمة .. وكان اهلها من قبائل العرب العرباء , وكلهم يعيشون في نعيم وترف وعندهم بعض العلوم والصنائع وكانو ملمين باحوال التجارة ولهم تجارة مع عمان وحضرموت والهند ثم واصل "داجاما " الابحار باتجاه الشمال حتى وصل الى ماندي ولامو ومقديشو وفي مالندي وطد علاقته بسلطانها وهناك استعان بمجموعه من التجار الهنود لمساعدتة في الوصول الى الهند حيث وصل الى ساحل مالابار ونزل ميناء كلكتا جنوب غربي البلاد عام 1498.
احتفى به الحاكم الهندي وعزم " داجاما " على انشاء مستعمرة برتغالية تجارية هناك الا ان التجار وذوي النفوذ هناك خافوا على مصالحهم وضياع تجارتهم بعد اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح منعوا دااما من اقامة تلك المستعمرات الا انه مكث هناك مدة كافية اطلع فيها على ثروات الهند وخيراتها ثم الى البرتغال في سبتمبر من عام 1499 حيث استقبلة الملك استقبالا حافلا واكرمه ومنحه العديد من العطايا والمنح .