الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
2011/08/12
هو
الشيخ الإمام العلامة
محمد الأمين الشنقيطي ..
ولد رحمه الله عام 1325هـ في قرية شنقيط شمال غربي موريتانيا
..
حفظ القرآن وعمره عشر سنوات .
نشأ في بيت أخواله حيث توفي
والده وهو صغير , وكان بيتهم بيت علم , فاعتنوا به عنايةً فائقة وحفظ الكثير
من المتون في شتى الفنون , حتى فاق أقرانه , وبرز في العلم والفقه والفهم ,
وتصدر للتعليم مبكراً , واشتهر بفراسته وذكائه , وأصبح مقصد الناس في القضاء ,
يأتون إليه من أماكن بعيدة ليقضي بينهم .
كتب الله له أن يأتي إلى الحرمين لأداء فريضة الحج , فقدر
الله له أن يستقر في المملكة بعدما حصل له لقاءٌ ببعض العُلماء فيها , وتدارس
معهم بعض مسائل العلم , وخاصةً ما كان يسمعه عن هذه البلاد مما يُسمّى
بالوهابية , ومعتقدهم , وكان ممن تدارس معه الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام
المسجد النبوي - رحمه الله - فبيّن للشيخ الشنقيطي العقيدة التي يتمسك بها
أهل هذه البلاد , وأطلعه على بعض الكتب السلفية ككتب شيخ الإسلام ابن تيمية ,
وغيرها من كتب الفقه الحنبلي كالمغني , فبعدما تعرف عليها الشيخ الشنقيطي
أُعجب بها , وتضلع من معينها , حتى تغير ما في نفسه من نظرة لهذه الدعوة -
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى .
كان رحمه الله تعالى قد جمع الله له شتى فنون العلم , لذا
فقد أصبح متمكناً فيه وبرز ذلك في تفسيره لكتاب الله , حيث ألف تفسيره
المعروف ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ) الذي يُعتبر من أنفس كتب
التفسير وأجلها .
قال فيه الشيخ محمد بن ابراهيم رحمه الله : ( مُلئَ علماً
من رأسه إلى أخمص قدميه )
..وقال أيضاً : ( هو آيةٌ في العلم والقرآن واللغة وأشعار
العرب ) ..
وقال عنه الشيخ ابن باز - رحمه الله - : ( من سمع حديثه
حين يتكلم في التفسير , يعجب كثيراً من سَعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته ,
ولا يملُّ سماع حديثه )
..
وقال عنه العلامة الألباني - رحمه الله - : ( من حيث جمعه
لكثير من العلوم , ما رأيت مثله ) وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله ..
وقال الشيخ بكر أبو زيد : ( لو كان في هذا الزمان أحد
يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو )..
وقال الشيخ حماد الأنصاري - رحمه الله - : ( له حافظةٌ
نادرةٌ قوية , ويُعتبر في وقته نادراً )..
وقد درس على يديه الكثير من العُلماء , نذكر الكبار منهم : الشيخ ابن باز رحمه الله - درس عليه في المنطق , والشيخ ابن
عثيمين , والشيخ حماد الأنصاري , والشيخ عطية سالم رحمهم الله , والشيخ
صالح اللحيدان , والشيخ عبدالله الغديان , والشيخ عبدالمحسن العباد حفظهم الله
...... وغيرهم الكثير من العُلماء في هذه البلاد وفي غيرها ممن درسوا عليه في
الجامعة الإسلامية .
توفي رحمه الله في مكة عام 1393هـ بعد أداء فريضة الحج
مباشرة وصُلي عليه في المسجد الحرام وأم المسلمين سماحة الشيخ عبدالعزيز بن
باز – رحمهم الله - ودفن في مقبرة المعلاة
..