البهائية طائفة دينية تأسست فى ستينيات القرن التاسع عشر على يد بهاء الله (١٨١٧-١٨٩٢) وهو أحد نبلاء الفرس، ومن أهم مكونات العقيدة البهائية الإيمان بثلاثة أنواع من الوحدة، ترتبط ببعضها البعض ارتباطا وثيقا، وهى وحدة الخالق، وحدة الديانات فى أصلها ومنبعها وأهدافها، ووحدة الجنس البشرى.
ويرى البهائيون الديانات بصورة عامة على أنها دين واحد فتحت طياته شيئا فشيئا، ويمثل بهاء الله مؤسس الدين البهائى، أحدث الحلقات فى تعاقب هؤلاء المربين الإلهيين، ولكنه ليس آخرهم، فالبهائيون يعتقدون بدوام حاجة البشر إلى التربية الإلهية ويعتقدون بمجىء رسل آخرين فى المستقبل، ولكن بعد ألف سنة على الأقل من ظهور الرسالة السابقة.
الصلاة لدى البهائيين، ثلاثة أنواع يومية وعلى الفرد اختيار أحدها:
انفرادية ويقوم بها الشخص عادة فى البيت ولا تمارس صلاة الجماعة إلا فى دفن الميت، ويجتمع البهائيون للمشاركة فى قراءة الأدعية والمناجاة أو للمشاورة بصورة منتظمة، إما فى البيوت أو فى الأماكن العامة أو فى أبنية خاصة لهذه الأغراض، مشارق الأذكار هى دور عبادة ولها ملحقات مخصصة للمشاريع الخيرية لها قبة وتسعة جوانب وتسعة مداخل مفتوحة للجميع من كل الأديان.
أما الصوم، فعن طريق الامتناع عن الأكل والشرب من الشروق إلى الغروب خلال الشهر الأخير فى السنة البهائية، والذى يبدأ من 2 مارس من كل عام.
الزواج يتم عن طريق موافقة الطرفين ورضاء الوالدين عند الزواج وقراءة آية معينة وقت عقد القران، بحضور شهود العيان يقولها الزوج وهى "إنا لله راضون" والزوجة "إنا لله راضيات".
كما يحرم الدين البهائى المشروبات الكحولية والمخدرات وكل ما يذهب به العقل والنشاط الجنسى، إلا بين الزوج وزوجته، كما يحرم تعدد الزوجات.
الدين البهائى يؤكد أن الوحى لا يزال مستمراً، وبأن المقصود بكون محمد خاتم النبيين هو أنه زينتهم كالخاتم يزين الإصبع، كما أنه يحرم ذكر الله فى الأماكن العامة ولو بصوت خافت، كما جاء فى كتاب "الأقدس".
وتشير الكتب البهائية إلى أنهم لا يؤمنون بالعذاب والثواب المادى بعد الموت، بل يؤمنون بالعذاب الروحى، كما أنهم لا يؤمنون بالجنة أو النار، ولا يؤمنون باستمرار الحياة الجسدية أو المادية للفرد بعد الموت كالتى يعتقد بها العديد من أتباع الديانات الأخرى، كما أنهم لا يؤمنون بالملائكة والجن.
التربية الدينية للبهائيين تتم عن طريق دراسة النصوص البهائية وقراءة الأدعية والمناجاة كل صباح ومساء، وكذلك الصلاة والتعبد، أما الرهبنة والتكهن والدروشة والاعتصام فى الصوامع والاعتزال عن الناس، فممنوع عند البهائيين، ويعتقدون أن من واجب الإنسان العمل والاحتراف والتطبيق العملى للوصايا الإلهية فى الحياة اليومية، والتحلى بالعفة والطهارة والأخلاق الحميدة، ويعتبر العمل لغرض خدمة الآخرين والمجتمع كنوع من العبادة فى حد ذاته.
للرقم 19 مكانة خاصة لدى البهائيين لأنه يكوّن محور التقويم البهائى فهم يقدسون العدد 19 فالسنة 19 شهراً والشهر 19 يوماً، ويبدأ التقويم البهائى فى سنة 1844م/ 1260هـ، ويسمى بتقويم البديع ومجموع الأيام المقدسة البهائية بين الأعياد وأيام التذكر هو تسعة أيام لا يجوز فيها العمل، أهمها يوم الاعتدال الربيعى فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، والذى يكون عادة يوم 21 مارس، وهو أحد الأعياد البهائية ويسمى يوم النيروز.
لا يوجد فى الدين البهائى أية مراكز أو مناصب أو وظائف فقهية، فليس فيه كهنة أو رهبان أو قساوسة أو رجال دين، ويعتقد البهائيون أن على كل شخص مهمة تثقيف نفسه والتعرف والاطلاع الشخصى على تعاليم دينه وتطبيقها فى حياته اليومية والسلوك حسب مناهجها.