ما كان في وسع أمير العيينة مخالفة حاكم الأحساء، فطلب من الشيخ محمد، أن يغادر العيينة، بعد أن أخبره بأمر رسالة زعيم الأحساء، وطلبه أن يقتله. ولم تفلح محاولات الشيخ في إقناع الأمير بالصمود، أمام تهديدات حاكم الأحساء، ورفض أوامره.
واختار الشيخ محمد بن عبدالوهاب بلدة الدرعية، التي كان يحكمها محمد بن سعود. ووصلها، عصر اليوم، الذي غادر فيه العيينة، في عام 1157هـ/1744م. وحل ضيفاً على رجل من تلاميذه، يدعى محمد بن سويلم العريني، في أعلى الواحة. وخشي المضيف من سطوة الأمير محمد، خاصة بعد أن أقبل الناس، من مريدي الشيخ، ليأخذوا عنه أمور دينهم، ومن بينهم ثنيان بن سعود، ومشاري بن سعود، شقيقا الأمير محمد بن سعود. وقد بذل الأخوان، ثنيان ومشاري، جهدهما في إقناع الأمير بمقابلة الشيخ. وتروى قصة، مفادها، أن موضي بنت أبي وطبان، زوجة الأمير محمد بن سعود، كانت ذات عقل ومعرفة، سعت لدى زوجها، ليقف إلى جانب الشيخ ويعاضده، بعد ما علمت من أخباره، وما يأمر به وينهى عنه، قائلة: "إن هذا الرجل، أتى إليك، وهو غنيمة ساقها الله لك. فأكرمْه، وعظمْه، واغتنم نصرته". فاقتنع الأمير بقولها، ودعا أخاه، مشاري، وطلب منه أن يدعو الشيخ لمقابلته. ولكن مشاري، استعطف أخاه الأمير، أن يسير بنفسه لمقابلة الشيخ، وقال له: "سرْ إليه برِجلك، وأظهر تعظيمه وتوقيره، ليسلم من أذى الناس".